احزنني جدا خبر وفاة واحد من خيرات الفاعلين والباحثين في الثقافة الأمازيغية الفنان التشكيلي بشير بن النوري ناصري ولد وترعرع في ربوع منطقة السند بجهة قفصة بتونس، بشير ناصري لم يكن شخصا عاديا بل كان شمعة مضيئة في القرية الأمازيغية السند أدرار أو الجبل كما تسمى حاليا وأيضا في الساحة الفنية التونسية، واعي بأمازيغيته ومتشبث بها رغم فقدانه للغة الأمازيغية كغيره من الأمازيغ التونسيين ولكنه كان متمسكا بالدفاع عنها عبر فنه التشكيلي وبحثه في تاريخ منطقته وتاريخ جبل عرباطة كان يردد دائما أن جبل عرباطة درة غنية بموروث حضاري وجب التعريف به واستثماره في توعية التونسيين بتاريخهم وهويتهم وسعى جاهدا طيلة مسيرته لذلك، إذ أسس عدة نوادي رسم للأطفال بدور الثقافة إيمانا منه بأهمية الأجيال القادمة وضرورة الاستثمار في الشباب كما أنه عضوا ناشطا وفاعلا بعديد الجمعيات الثقافية وبارزا في جمعية آفاق للفنون والتراث وجمعية دروب للثقافة وجمعية عرباطة للسياحة، كان له دور كبير في فعاليات مهرجان المغاور البربرية بالسند بتأسيسه للعديد من المعارض الفنية والندوات ومساهمته بالتعريف بخصوصيات منطقة السند الجبل عبر دعوته لعديد الفنانين التشكيليين والباحثين لندوات وتظاهرات تقام بالمنطقة.
عم بشير كما أناديه هو من أول الداعمين لي والمشجعين لي للتحرك والمشاركة في الشأن العام بتأسيس هيكل جمعوي يدافع على الهوية الأمازيغية مازلت كلماته ترن في أذني يوم التقينا بالعاصمة وتحدثنا عن القرى الجبلية بجبل عرباطة ولمست ذلك الاحساس الراقي والاعتزاز والفخر بكونه أمازيغيا حاول دائما استثماره في لوحاته التشكيلية وفي التعريف بنفسه شارك بالعديد المعارض الوطنية والمتوسطية بلوحات تحمل حرف الياز الذي يفتخر به، هو فنان تشكيلي تفتخر به الساحة الفنية التونسية وتعتز به الحركة الثقافية الأمازيغية يغادرنا بألم فراق تاركا فراغا لكل من يعرفه صعب ملؤه ولكننا سنبقى على ذكراك دائما، بشير ناصري يغادرنا ولكن سيبقى اسمه محفورا في ذاكرتنا.
بقلم نهى قرين
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.