في ذكرى وفاة البنسير

بقلم : محمد أيت بن علي

تحل الذكرى السادسة والثلاثون لرحيل عميد الاغنية الامازيغية -نمط ترويسا المرحوم الشاعر والفنان الرايس محمد بن لحسن اجحود والمشهور فنيا بمحمد البنسير في سياق متسم بتراجع بين لفن ترويسا في السنين الاخيرة ليصل الى الرداءة التي نعيشها اليوم كجمهور متلقي وكمهتمين بهذا الفن الاصيل .

نعم لقد سجل حقل ترويسا تراجعا خطيرا مما افسد الأذواق وميع ارثا كان حقيقة الى يوم قريب مرآة للنبوغ الامازيغي في عالم الإبداع الشعري والأداء الفني الطروب. فقد كانت ترويسا مجالا خصبا لابراز الجمالية في فن القول والحوار الشعري مع ما يحيط بذلك من مشاهد الإحتفالية كالرقص الاصيل بعيدا عن الاسفاف والتقليد ..وكان الرايس فعلا رمزا بحمولة ثقافية وفنية خاصة ،له مكانة مجتمعية محفوظة ..

في السنين الاخيرة وتحديدا منذ غياب شركات التسجيل تبعثر كل شيء وأصبحت ابواب ترويسا دون حارس أو رقيب فأصبح اسم الرايس مستساغا ورخيصا ويكفي أن أورد ها هنا مشاهد لرسم معالم فن ترويسا اليوم ..

المشهد الاول : رحل الفنان صالح الباشا الذي شكل دون مبالغة حالة فنية متفردة لا تقبل التشظي والانشطار وستبقى تجربتة وفقا لذلك حبيسة شخص آمن بالحب فيصوره المتعالية وغنى لنفسه وعبره الى كل عاشق عاش ذات التجربة ، وكرس صالح حياته خدمة لنمط خاص به شعرا واداء ورقصا مسجل باسمه ولايمكن لاي احد ان يستنسخ التجربة من ابواب التقليد في كل شيء ليسمو في عالم ترويسا باسم الابداع المزيف اصلا .

لقد رحل الباشا وظهرت (تلباشات)في صور كرست التفاهة والبؤس الفني حيث ملأ ضجيج اشباه الفنانين الدنيا معتقدين انهم يصنعون مجدا متناسين انهم يسبحون في رحاب اللاابداع وبين احضان التعاسة والبؤس الفني .

مشهد ثان: لقد منحت وسائل التواصل الاجتماعي فرصا للابداع لكن ثلة من اشباه فنانين سقطوا سهوا على حقل ترويسا وعاثوا فساد من خلال استغلال تقنية اللايڤات للفضح وتبادل الشتائم وتعرية الوضع بعيدا عن اخلاق ترويسا ورمزية الرايس…

تلكم بعض من قليل مشاهد الاسفاف والانحطاط في وقت تراجع فيه صوت الفنان الحقيقي لأسباب موضوعية وذاتية وتركت الساحة لجيش كرطوني يبحث عن البطولة المزيفة..

رحم الله الحاج محمد البنسير وبقية الرموز الذين غيبهم الموت ،وسلام على الذين اختاروا الصمت في زحمة الرداءة.

 


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading