في ذكرى رحيله، شهادة في حق المناضل الأمازيغي محمد منيب

أزول بريس –  الحسن باكريم //
تعرفت على هذا الرجل عن قرب بعدما كان اسمه  معروفا ومنتشرا في  وسط نشطاء  الحركة الأمازيغية لسببين رئيسيين متميزين من باقي نضالاته وعمله ودعمه المتواصل للإعتراف بأمازيغية المغرب،  ومتميزين  في نضال الحركة الأمازيغية عموما، الاول يتعلق بفضحه في كتابه  لأكذوبة ما يسمى بالظهير البربري والثاني برفعه دعوى قضائية ضد وزارة التعليم  المغربية في شأن مراجع تسئ لتاريخ الأمازيغ.
 فهو  سي محمد مونيب الانسان الطيب والمناضل الصنديد ،  كانت اولى زيارتي لبيته، المقر الرئيسي  للحركة الأمازيغية بأكادير، حيث لا يوجد حسب علمي  واحد من المؤسسين والمعروفين في صفوف الحركة الأمازيغية لم يكن  يوما أو لعدة أيام، من ضيوف الرجل الكريم ، بالمناسبة أو بدونها، حيث كان بيته مقر التشاور واتخاذ القرار بل كان بيته بيت  الاجماع  الأمازيغي، لأنه كان رجل الإجماع كما قال عنه حسن أوريد.
زيارتي إدن له لأول مرة كانت  رفقة  احد المقربين منه وهو سي لحسن كحمو ، كانت  خريف العام 2014 ، في السنة الثانية لصدور جريدة / مجلة نبض المجتمع الأمازيغية ،  حين زرناه  معا مساء احد الأيام من العام المذكور ، ولن أنسى ذلك اليوم لحفاوة الاستقبال والتواضع الكبير الذي خصصه لي وانا ادخل بيته لأول مرة.
لم تكن هذه الزيارة الأولى والأخيرة فقد اعتدت زيارته اما لوحدي، خاصة بمناسبة صدور عدد جديد من الجريدة،  أو رفقة عدد من المناضلين من الحركة الأمازيغية، وكان تحملي مسؤولية الكتابة العامة لجمعية الجامعة الصيفية لأكادير لمدة 4 سنوات ، ودعمه لنا في الجامعة و في مجال الإعلام الأمازيغي  السبب الرئيسي لتكرار الزيارات، ورغم مرضه العضال كان يتابع كل الأنشطة والقضايا الثقافية الأمازيغية وغيرها  محليا ووطنيا ودوليا، وكان يبدي رأيه تثمينا او انتقادا  لكل هذه  القضايا.
في تلك الزيارة الأولى  ابدى الرجل اعجابه بمبادرة اصدار منبر إعلامي جديد يهتم بقضايا الأمازيغية، وثمن المبادرة وهو يتصفح احد  اعداد الجريدة المذكورة، وبعد تناولنا  لوجبة ، وهي عادة المرحوم ومن مبادئ كرمه تقديم ما لذ  وطاب لضيوفه ، وبعد نقاش معه حول قضايا الأمازيغية والشأن المحلي بمدينة اكادير، اقترب مني  دون اثارة انتباه الحاضرين، حيث لا تخلو جلسات الفقيد منيب من الضيوف،  مناضلين أصدقاء رموز النضال الأمازيغي ، ودون أن أشعر ما كان المرحوم  ينوي فعله “دس” في جيبي  ورقة، عرفت بعدها أنه شيك بمبلغ مالي لدعم  الجريدة، وقد كرر المرحوم تقديم دعمه للجريدة مرات عديدة بعد ان حصل  مني على رقم حسابها في البنك…
المرحوم محمد منيب ، كما قال عنه الزميل يوسف الغريب.. هو “ابن أكادير ( 9 أكتوبر 1943) و على امتداد 83 سنة واكب كل التطورات العمرانية و الانمائية للمدينة كما التحولات السياسية التي عرفتها أكادير في صلة بالوطن عموما …ربط العلاقة مع الجميع ..أمازيغي بعمق وطني …و وطني بعمق أمازيغي متفائل بسبب العزيمة …بالفعل لا بالقول كانت عزيمته صادقة صدق ايماننا اليوم بالدعاء له بالرحمة و المغفرة .”

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading