في خرجة غير محسوبة العواقب هاجم صالح المالوكي رئيس بلدية أكادير المنتمي لحزب العدالة والتنمية تجار سوق الأحد في لقاء فاشل حول ما سماه بلاغ الجماعة ” لقاء تواصلي حول تقدم أشغال الهيكلة الجديدة لسوق الأحد” ، حيث صب الرئيس جام غضبه على تجار السوق البلدي المعروف بسوق “الأحد” من خلال كلمة له، لم يكتب لها أن تكتمل بعد أن قاطعه التجار بالشعار المنددة بفشل المجلس في تدبير هذا المرفق العمومي الهام.
وكان رئيس بلدية أكادير، حين هاجم رفقة نائبه المكلف بتتبع أشغال السوق، تجار السوق يتحدث في لقاء تواصلي لم تكتمل أشغاله بسبب احتجاجات التجار، صباح اليوم الإثنين الماضي بقاعة ابراهيم الراضي بمقر البلدية .
ومما أثار الاستغراب لدى كافة الحاضرين في اللقاء، هو الرد غير المتوقع لرئيس البلدية على الانتقادات القوية التي تلقاها علنا من التجار حيث ثار هو ونائبه بشكل مفاجئ وبدأ يصرخ في وجه التجار: “أسيدي إلا صوتي عليا سد فمك … وما تبقاوش تصوتوا عليا إلى يوم القيامة”.
مما دفع التجار ينتفضون ضد الرئيس ونائبه بقوة رافضين كل ما يقدمه من مبررات حول ما أسموه بتعثر الأشغال بالسوق البلدي مما أثر سلبا على نشاطهم التجاري، لينسحب رئيس البلدية دون اكمال كلمته.
ومباشرة بعد فشل هذا اللقاء بسبب ما صدر من رئيس البلدية ونائبه من اهانة للحاضرين من ساكنة المدينة وتجار سوق الأحد وممثلي وسائل الاعلام ، ردت جمعيات تجار السوق على ما أسموه ” لقاء الاثنين الأسود” ببيان ناري ، توصلت الجريدة بنسخة منه، جاء فيه أن اللقاء عرى سياسة مجلس عاجز عن فتح حوار حقيقي مع التجار وممثليهم؛ وتجلى ذلك في الزيارة الفلكلورية للرئيس لقاعة الاجتماعات ليوصل رسائل ملغومة من قبيل تحميل السلطات مسؤولية الفراشة؛ والتلويح بأن المشروع هو ملكي بتدخل مباشر من الكتابة الخاصة للملك؛ والأدهى من ذلك الإقرار بعدم رضى مكتب المجلس على وضع المركب محملا المسؤولية للكتابة الخاصة للملك وللسلطات العمومية.
وأضاف البيان أن التجار يستغربون من أمر جرأة الرئيس ونائبه حين ردا على ملاحظات التجار الذين أكدوا أن مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة يجعل المجلس باعتباره منتخبا ويمثل الساكنة بأصواتهم وهو المعني بالمحاسبة وليس السلطة والديوان الملكي، حيث ثارت ثائرة الرئيس ونائبه ودعا التجار بعدم التصويت على حزبهم في الانتخابات القادمة كإشارة على فك الالتزام الدستوري بين المجلس والناخبين .
وزاد البيان موضحا أن الأمر سيزداد تعقيدا حين تقدمت نائبة الرئيس المكلفة بالتواصل لترمي التجار بالباطل متهمة إياهم بأن رد الرئيس كان جوابا على مساومة التجار بالحصول على محلات مقابل التصويت لحزب الرئيس، لتزكيها “صبيانية” مستشار أخر المتخصص في فقط في التدوين على مواقع التواصل الاجتماعي، واستهجن البيان هؤلاء المسيرين الذين لا علاقة لهم بالتدبير غير “الخير والإحسان” ، مما يزكي، يقول البيان، نظرة الدونية للتجار وللمركب التجاري سوق الأحد لدى هؤلاء ويكشف بالملموس مكرهم وميلهم بالمس بأعراض الناس وأخلاقهم وقذفهم بالباطل، كما كشف اللقاء عن إتهام وسائل الإعلام بكونها “صحافة صفراء” وبتزوير الحقائق لأنها فقط كانت الى جانب المعلومة وإيصالها بشكل غير منحاز.
وأفاد بيان التجار أن تقرير السيدة المهندسة المكلفة بالمشروع والتي لم تقدم جديدا مقارنة مع عرضها قبل سنة، غير إسقاط اللوم على أن تأخر الأشغال سببه الوقاية المدنية وضبط قنوات تزويد سيارات إخماد الحرائق بالماء .
إلى ذلك ندد التجار بالمستوى المنحط لرئيس المجلس في الحوار، والذي ينم عن احتقار للتجار واستصغار للإطارات الممثلة لهم، وتجلى ذلك بوضوح في إقحام الكتابة الخاصة لجلالة الملك تارة والسيد الوالي تارة أخرى والسلطات المحلية للتهرب من المسؤولية ورميها على الغير .
واعتبروا أن وضعية المركب التجاري سوق الأحد لم تعرف أي تطور يذكر غير أشغال أسفرت عن إغلاق الأبواب لمدد غير محدودة ؛ وغياب إدارة حازمة لتلقي شكاوي التجار؛ والتسيب الناتج عن تشجيع الفراشة والتضييق على التجار.
كما حمل التجار رئيس المجلس الجماعي مسؤوليته الكاملة في ضبط تصرفات، ما سموه، بعض “الصبايا” من مستشاريه عن الفريق المسير الذين لهم الجرأة فقط على إهانة التجار البسطاء والتي اعتبرها التجار وقاحة لأنهم لو كانوا جريئين حقا لسال مدادهم على التفويتات غير القانونية لمجلسهم الموقر بسوق الأحد وخصوصا مقر البريد المعروف.
كما حمله مسؤولية إقصاء الهيئات الجمعوية والنقابية من أوراش الحوار الجادة وغياب الاحترام المتبادل كأسلوب، لن يزيد الطين إلا بلة، بل يزيد من شرخ العلاقات بين المجلس الجماعي والتجار .
وأكدوا افتقاد المجلس لرؤية واضحة لترسيخ أوراش مستدامة للحوار مع إطارات التجار والاكتفاء بلقاءات مغشوشة الغاية جوهرها قولو “العام زين” بإيهام التجار بعمل المجلس بهذا المركب الذي يبدو للمتتبعين الحقيقيين أنه دور ثانوي بعد تعدد المتدخلين في عملية إعادة الهيكلة وتفويض المجلس لمؤسسة العمران مسؤولية التتبع .
وبعد إعلان بيان تجار سوق الأحد التضامن مع كل المنابر الإعلامية التي آزرت نضالاتهم منددين بوصفها بالصفراء من طرف بعض المستشارين المحسوبين على مكتب المجلس
أكد التجار تشبتهم بمشروع الهيكلة الذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس كما جددوا استعدادهم لمواصلة كل الأشكال النضالية للدفاع عن حقوقهم في ممارسة التجارة في أحسن الظروف، وحماية مكاسبهم التي تهدر بسبب سوء تسيير المجلس
ودعوا الجهات المعنية بالأشغال المنجزة بالمركب التجاري سوق الأحد الى المسارعة بتقديم كافة التوضيحات حول مآل هذه الأشغال بعيدا عن التوظيف الانتخابوي والحوار المغشوش .
يشار أن اللقاء الذي دعت إليه الجماعة الحضرية لأكادير كان قد عرف نقاشا حاداً بين التجار وممثلي المجلس الجماعي الحامل للمشروع بقيمة إجمالية تناهز 160 مليون درهم بمساهمة من المجلس الجماعي وشركة العمران ومجلس جهة سوس ماسة ووزارة السكنى والتعمير.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.