فاطمة الشعبي* : استطعنا إنقاذ هؤلاء الأطفال وهؤلاء الشباب والنساء

*رئيسة جمعية أرض الأطفال في رسالة إلى من يهمه الأمر بعد معركة الصم والبكم ومشكل المقر

أزول بريس –

لا ندّعي بأننا حققنا المبتغى أو ربحنا المعركة بقدر ما ندّعي أننا استطعنا إنقاذ هؤلاء الأطفال وهؤلاء الشباب والنساء من ضياع مُحقق، سواء مستفيدات ومستفيدين أو أطرأ ومستخدمين بالجمعيتين معا.
بصمود عال ونكران تام للذات، وأيضا بكثير من العقل والحكمة التي يتطلبها السياق، استطعنا أن نحمي حقوقهم ونصون كرامتهم فقط لا غير..
كان صمودنا يستقي صموده من روح التضامن وسخاء الدعم المادي والمعنوي والأخوة الصادقة التي كانت تنبع من كل واحدة ومن كل واحد من الصديقات والأصدقاء والرفيقات والرفاق محليا ووطنيا من كل أطياف المجتمع المدني ومن مختلف المنابر الإعلامية وبعض الفعاليات السياسية والاقتصادية.
كان صمودنا يستمدّ قوته من أعين حزينة تنطق بما لم يستطع نطقه اللسان.. تنطق بمئات الأسئلة عن مصير تتلاطمه أمواج التعنيف والتحقير والتهميش جهلا بمعاناتهم وبعالمهم
كان صمودنا صامدا من أجل يافعين حُرموا من الدراسة أو من متابعتها والتجأوا إلينا كمدرسة لفرصة ثانية (قبل أن تفكر فيها الدولة) يتعلمون فيها كيف يسترجعون الثقة بأنفسهم قبل أن يسترجعوها في المجتمع وفي المؤسسات.
كان صمودنا -رغم المعاناة الآنية- يستشرف المستقبل ويحمل همّ نساء وشباب لا يملكون سوى أحلاما بسيطة تتجلى في تمكينهنّ وتمكينهم من الآليات المعرفية والحرفية لتحقيق نوع من الاستقلالية تضمن مستقبلا آمنا لهم ولأسرهم..
لذلك، -وانطلاقا من هذا السياق المحلي- نحن لا ندّعي أننا ربحنا المعركة كما أننا لا ندعي بأننا وحدنا من يهتم يهذه الفئات.. فالمعركة الحقيقية هي التي ستنطلق منذ الآن من أجل الدفاع عن حقوق هذه الشرائح الهشة والمستضعفة (سواء على المستوى المحلي أو الجهوي) بانخراط من الجميع: منتخبون، سلطات، مجتمع مدني، إعلام (سمعي بصري ورقي وإلكتروني) لكسب الرهان الحقيقي للتنمية التي ننشدها جميعا دون تمييز بين المواطنات والمواطنين.
لقد أبانت الجمعيتان (من خلال أعضاء مكاتبها ومنخرطيها) عن روح عالية من التضحية والتباث على المواقف كما أعطت للجميع درسا في الإخاء والتضامن وتبنّي المصير المشترك مهما كانت خطورته. لقد حاولوا تفرقتنا بشتى الوسائل وقيل لنا أكثر من مرّة من هذا الطرف أو ذاك، وحتى من بعض الأصدقاء “اخرجوا بكرامتكم قبل أن يرموكم في الشارع” ظنّا منهم أننا متعنتون وأنهم لنا ناصحون..
قد يكون مسلسل التفاوض بشأن المقر قد انتهى، لكن الملف لم ينته بالترحيل إلى المقر الجديد..
هناك اتفاق نهائي التزمت فيه كل الأطراف الموقعة بتنفيذه..
والكلّ -بالمغرب وخارجه- يواكبه ويدعمه وعلى كل المستويات
فليشهد الكل أن الجمعيتين (حماية ورعاية الصم وأرض الأطفال) هما أول من قاما بتشريف الاتفاق وتنفيذ البند المتعلق بالتزامهما (البند 9).
——-
منقول من حائط المناضلة الحقوقية الدكتورة فاطمة الشعبي

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading