فاتح ماي بأكادير: ضحايا الهدم تنقد تظاهراته من الفتور وقلة الحماس

 

 

خلدت الطبقة العمالية عيدها الأممي، يوم الثلاثاء فاتح ماي 2018، بمدينة أكادير، بلقاءات ومسيرات نظمتها المركزيات النقابية في جو يغلب عليه التراجع من حيث عدد المشاركين. وكانت التظاهرات المنظمة بساحات عمومية وشوارع وسط المدينة يطبعها الفتور وقلة الحماس، مقارنة بالسنوات الماضية.

وعاينت “آخر ساعة” عدد هذه التظاهرات، رغم قلة الحاضرين فيها، رفعت فيها شعارات ترفض العرض الحكومي ، الذي وصفه عدد من النقابيين بالهزيل، وطالبت بالزيادة في الأجور وتمتيع الطبقة العاملة بحقوقها الاقتصادية والنقابية، والمطالبة بتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.

والملفت للانتباه في تظاهرات العام الجاري هو تراجع كبير لدى بعض المركزيات النقابية التي اكتفت بلقاء خطابي ( حالة فدش ) او تجمع بمقرها ( حالة الاتحاد العام للشغالين) وظاهرة مشاركة عدد من المنتخبين في تظاهرة فاتح ماي ( حالة الاتحاد الوطني للشغل الموالية للبجيدي).

والملفت أكثر في تظاهرات فاتح ماي للعام 2018 ، حضور ملف ضحايا الهدم في جل التظاهرات رافعين شعارات تطالب بالإنصاف وبالتعويض عن هدم منازلهم، وقد تبنت احد المركزيات النقابية( فدرالية النقابات الديمقراطية) ملف ضحايا الهدم بسفوح جبال أكادير، حيث لوحظ حضور كبير لعدد من الرجال والنساء والأطفال من ساكنة سفوح الجبال، تؤطرهم جمعية تيفاوين ايمودال لضحايا الهدم، معززين بلوحات ولافتات تحمل شعارات منددة بما يعرفه ملفهم من تماطل وتجاهل، وشكل هؤلاء الذين تعرضت مساكنهم لعملية الهدم خلال السنوات الماضية ابان الحملات التي شنتها السلطات ضد البناء العشوائي بمنطقتهم، منقذا لتظاهرات فاتح ماي بالمدينة.

ويذكر أن جمعية تيفاوين إيمودال بأكادير، حسب مصادر الجريدة، تأسست من أجل الدفاع عن ضحايا الهدم والنصب والاحتيال منذ أن باشرت السلطات العمومية عمليات الهدم بعد الحراك الاجتماعي لحركة 20 فبراير والتصويت على دستور2011، بكل من الحي المحمدي وسفوح الجبال بمدينة أكادير، وبجماعة الدراركة وجماعة أورير ومنطقة أغروض بجماعة التامري. وكانت السلطات العمومية أنداك في شخص الوالي محمد بوسعيد قد وعدت بعد ذلك بإنصاف المتضررين من عمليتي الهدم والنصب والاحتيال التي تعرضوا لها، وخاصة  أولئك الضحايا  الفقراء الذين بنوا في تلك الفترة بسفوح الجبال والحي المحمدي وغيره من المناطق لإيجاد حل لأزمة السكن .

وسبق لوالي الجهة وعامل عمالة أكَادير إداوتنان أن أصدر قرارا عامليا يحمل رقم 96 بتاريخ 02 غشت 2012، بتعويض المتضررين من خلال منحهم بقعا أرضية بتمديد تجزئة تيليلا، وكلف في هذا الشأن المفتش الجهوي للسكنى والتعمير وسياسة المدينة بأكادير، بالإشراف على لجنة التتبع والتنسيق الإقليمية.

كما سبق لهؤلاء المتضررين تعبئة عدد من الوثائق من قبيل نظير عقد الشراء وشهادة عدم التملك ونظير الشكاية المقدمة إلى النيابة العامة من طرف المتضرر ونسخة من البطاقة الوطنية للتعريف.

لكن ومنذ تعبئة هذه الملفات في ذاك الحين، لم يظهر أثر لا لهذه التجزئة الموعودة، ولا لتلك اللجنة، بل بقي حوالي 1340ملفا موضوعا في رفوف المفتشية الجهوية للسكنى والتعمير وسياسة المدينة ولا من يجد من ينفض عنه الغبار


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading