عموري مبارك ، لا زال هنا لم يمت!..
في ذكرى وفاة عموري بمقهى كابريس... معه ألبوم الصور
بقلم محمد لحميسة
نظمت مؤسسة عموري مبارك بتعاون مع منظمة تماينوت فرع أيت ملول والمقهى الثقافي أمازيغ كابريس مساء اليوم السبت 12 فبراير حفل رثاء وتذكر لروح فقيد الفن الأمازيغي عموري مبارك الذي وفاه الآجل يوم 14 فبراير 2015 بعد مرض عضال..
حضر اللقاء جمهور كبير العدد والقيمة، من شعراء وأدباء بكلا الحرفين الأمازيغي والعربي منهم الشاعر حسن الكامح، الشاعر مولاي علي شوهاد، الشاعر محمد نبيه، وفنانين مثل السعدية أباعقيل و حميد إنرزاف، وأكاديميين مثل أحمد صابر عميد سابق بكلية الأداب ابن زهر وممثلي الاعلام..وآخرون كثيرون في مجالات كثيرة لها علاقة بالثقافة والفن الأمازيغي، وقد جرت فقرات اللقاء تحت سقف مقهى أمازيغ كابريس، بداية من الساعة الخامسة مساء.
اللقاء كان شهادات..من أحمد صابر و الرايس ادحمو وعلي شوهاد ومحمد نبيل .. كل الحاضرات والحاصربن كانوا شهادة حياة فنان مات ولكنه لازال هنا حي يبدع ..
شهادات حول قيمة الفنان الراحل وقوة أشعاره ونزوعه القوي للتمرد على المألوف والمتداول والتقليدي آنذاك وأقصد هنا بالضبط فن الروايس، حاملا سلاحه (القيتارة) في وجه القديم ليحاول إعادة صياغة فن غنائي يأخد أدواته من الغرب لكنه يحافظ على الجوهر الأمازيغي بل ويُسَخر هاته الأدوات الغريبة عن الأمازيغ ليخدم مأساة تهميش الأمازيغية في أرضها ومنبعها، ويعبر عن قلقه وعن تشبثه بهويته وأرضه، وعديد القضايا الأخرى المرتبطة بالإنسان عامة والإنسان الأمازيغي بشكل خاص.
أثناء اللقاء عرض كل من الباحثين محمد تايشينت والحبيب الواعي قراءة أكاديمية لدلالات الموت وابعاده الأنطولوجية داخل الخطاب الأمازيغي، وداخل أشعار الراحل الأخر الأستاذ الكبير علي أزايكو الذي كان الرافد الذي يسقي إلهام الفنان عموري مبارك، فيجعله وفي حركة جدلية يبعث الروح في أشعار أزايكو كما يبعث هذا الأخير المعنى في قيتارة عموري مبارك .
ولأن اللغة والشعر كانا جزءا لا يتجزأ من منظومة الإبداع العموري (نسبة إلى عموري مبارك) ألقى على مسامع الحضور مجموعة من الشعراء قصائد رثاء في حق المرحوم، كان في ختامهم كبير الشعراء الأمازيغ مولاي علي شوهاد، وقدَّم من خلال اللقاء رسالة خاصة لأصحاب القرار الذين ينهجون سياسة الأذان الصماء تجاه مثل هكذا لقاءات التي تروم رفع الثقافة الأمازيغية والإبداع الأمازيغي للمرتبة التي تستحقها، و أكد علي شوهاد أن الدعم الذي يريده لهذه الثقافة ولهذه اللقاءات ليس بالضرورة مادي لكنه معنوي يتمثل في التغطية الإعلامية وفي الإهتمام بالفنانين الذين يكتبون ويمثلون ويغنون باللسان الأمازيغي .
سيفاو عموري الفنان الصغير ، الخجول مثل والده مبارك عموري لما كان في سنه، بعث رسالة لوالده تحمل الكثير لمستقبل قيتارة عموري.. تحمل الأمل لخلف قادم لخير سلف .
وكما قال أحد الشعراء أثناء الحفل فعموري مبارك رحل إلى دار البقاء، صحيح، لكنه مازال يعيش بيننا، لازالت روحه تتنقل بين أروقة الفن الامازيغي الراكد، وقد تجسدت روحه وتألقت اليوم في ذكرى وفاته السابعة وسط محبيه وأحبابه وأصدقاءه ، ونتمنى له كل الرحمة كما نتمنى أن يحمل الشباب الأمازيغي مشعل هذا الفن وهذه الثقافة كما حملها عموري مبارك في وقت سابق .
كل عام وعموري حي فينا ..كل عام والمقهى كابريس فضاء للثقافة والفن ..فضاء للتعايش والتسامح .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.