على هامش بيان وزارة خارجية تونس : نصف الحقيقة أبشع من الكذب
يوسف الغريب
تفاعلت دولة قيس التونسية بشكل سريع للرّد على مااعتبرناه كمغاربة عدواناً سافراً ضد الوحدة الوطنية من خلال الإستقبال الرسمي لزعيم البوليزاريو المسمّى بن بطوش…
البيان التونسي الذي جاء باسم وزارة خارجيتها إضافة إلى أنّه يحمل جملة مغالطات وتبريرات واهية موقفها العدائية اتجاه بلدنا فإنّه في نفس الوقت جاء ليؤكد على أن تونس القيس السعيد اليوم اختارت وعن سبق إصرار وترصد موقف الإصطفاف ضد أعداء وحدتنا الترابية وهذا شيء مهم وأساسي بالنسبة لبلدنا حتّى لا نذهب ضحية ما يسمّى بالأعداء السّريين اوالمنافقين..
وفي تراثنا السياسي والدبلوماسي الحديث قولة مشهورة للمغفور له الحسن الثاني
( إذا رأيت صديقك مع عدوّك فاعلم أن الإثنين أعداؤك أحدهم سرّاً والآخر جهراً)
والحمد لله فتونس القيسية اليوم قد سقط قناعها وحرْرتنا من التعامل التفضيلي والتضامني مع هذا البلد في أغلب محنه الأخيرة كامتداد لمواقف بلدنا منذ عهد بورقيبة وخاصة لحظة تهديدات المقبور بومدين.
هذا هو الإيجابي في خطوة قيس الشقى اليوم.. وهي الخطوة التي لا تتعدّى حجم تونس في القرار الدولي وتأثيرها الإقليمي.. وإذا فشلت الجزائر طيلة 45 سنة.. فهل تستطيع إحدى ولاياتها الصغرى ان تنحج في ذلك..خاصّة بعد هذا الرصيد الدبلوماسي الذي راكمه المغرب طيلة هذه المدّة..
ومع ذلك تقتضي المسؤولية الوطنية توضيح مجموعة من المغالطات التي اعتمدها بيان وزارة خارجية تونس القيسيّة باستثمار نصف الحقيقة.. وهي أبشع من الكذب..
منها ان قيس السعيد اسماً والشقي روحاً يخبرنا بان الإطار المنظم هو اليابان والإتحاد الإفريقي تحت راية الأمم المتحدة ومشاركة أطراف إقليمية ذات الصلة بتظاهرة ال( تيليكاد) وان استقبال ما يسمى بجمهورية الوهم بناء على دعوة الاتحاد الإفريقي له كما حضّر لذلك سلفاً بحضور الوفد المغربي.. بل رجع إلى مشاركة وفد هذه ( الجمهورية) باليابان في الدورة الأخيرة 2019 وفي مؤتمر الإفريقي الأوروبي ببروكسيل مؤخرا..
نعم بالنسبة لدورة اليابان لم يستقبل هذا الوفد الصحراوي.. ولم يفرش السجاد الأحمر لهم.. بل تمت مشاركتهم كدبلوماسيين جزائريين حتى أن التأشيرة منحت لهم بهذه الصفة.. وبعد اكتشافهم من طرف الوفد المغربي الذي احتج على ذلك. خرج بيان خارجية اليابان يندد بهذا التصرف الدنيء ويؤكد على عدم الاعتراف بالجمهورية مؤيدا بشكل واضح وصريح للطرح المغربي ( البيان موجود على النيت)
وفي ببروكسيل انضبط الاروبيون لموقف الاتحاد الإفريقي وسمحوا له بحضور الأشغال دون أن يتم استقبالهم كما تابع الجميع ذلك.. واخذوا صورا في ما بينهم ثم عادوا..
من يكون قيس السعيد في ملك الله مقارنة مع اليابان والإتحاد الأوروبي ويخصص السجاد الأحمر لدولة غير معترف بها بالامم المتحدة.. ولا هوية شرعية وسط قارتها بدليل ان المذيعة أثناء الإستقبال بدأت تردد ( الرئيس يستقبل وفد جنوب الصحراء ) والأكثر من ثلاث مرات.. ومذيعة أخرى تسميه ( وفد البوليزاريو)
من يستطيع ان يفعل ذلك غير المجنون.. الذي لا يعي ذاته فكيف بمحيطه وتحولاته الإقليمية..
هو الوحيد المسمى سعيد الشقى الذي يستطيع أن يتحدث في بيانه عن الحياد الإيجابي ويستقبل بشكل شخصي وعلى سجاد أحمر طويل شخص وهمي بجواز سفر جزائري نازلا من طائرة للخطوط الجزائرية دون أي إحراج او خوف الا من كبرانات فرنسا.. مستغلّة بذلك الاضطرابات النفسية لهذا القيس الشقى..
هو الآن لا يعي ما يفعل.. مماجعل أغلبية التونسيين يتساءلون اليوم بعد هذا الإستقبال.. (هل الرئيس على ما يرام)
هذا السؤال أعلاه، بات يتكرر على نطاق واسع هذه في مواقع التواصل وعلى صفحات آلاف التونسيين. حتى إن بعض الإعلاميين المرموقين أخذوا يناقشون فيما بينهم الحالة النفسية لقيس سعيد. و الذين صاروا يخشون فعليا على مستقبل بلدهم، في ظل رئيس تبدو ملامحه وانفعالاته وطريقة كلامه وصوره المتشنجة، أبعد ما تكون عن التوازن النفسي والعقلي.
يقول أحد الباحثين في معهد كارنيغي :
( إن قيس سعيد لا يستطيع التراجع ولا يعرف كيف يتقدم. ويبدو أيضا أن الذين يخططون لتدمير البلاد وتهجير العباد، وجدوا ضالتهم المنشودة في هذا الرئيس الميلودرامي المضطرب، فراحوا يلعبون به كرة قدم ويستخدمونه كمعول هدم فقط).
لكن هذه المرّة وبهذا الموقف العدائي ضد بلدنا أخرجوه كي يلعب مع الكبار كآخر ورقة استفزازية عابرة لا تأثير لها على الأحداث ولا على سير المقابلة..
غير أنها ورقة صغيرة تعرّضت للأسف للإحتراق من طرف كبرانات فرنسا الذين فشلوا في تحقيق هذا الإستقبال أثناء عقد القمة العربية كما كانت أمانيهم.
فشلوا في الملف الليبي بعد توحيد الرؤية المغربية الألمانية كما جاء في البيان المشترك قبل يومين..
لتكون تونس في عهد هذا القيس الشقى بداية تسريع ملف طرد او تجميد عضوية هذا الكائن الزائد على المنظومة الإفريقية.. وأعتقد أن 40 ٪ من دول إفريقيا لا تعترف بهذا الوهم كما جاء في الخطاب الأخير لجلالته لم تكن اعتباطيا..
فسجادك الأحمر ياقيس الشقي هو الأخير في عمر ضيفك الجزائري بصيغته الصحراوية.. وموعدنا السنة المقبلة إن شاء الله
وإذ نشكرك على تنبيهنا إلى ذلك.. فعليك في نفس الوقت ان تنتبه إلى أن الحشرة قد تلسع جوادا أصيلا، لكنها تبقى حشرة.. والجواد يبقى أصيلا.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.