هي عبارة عن رخامة مستطيلة الشكل طرفاها مقوسان كتب فيها الى جهة اليمين هذه العبارة وبخط بسيط في سطرين : الحمدلله على خاطر سيدنا المنصور بالله.
بينما كتب الى جهة اليسار هذه الكلمات في سطرين باللغة الفلامنية : VREEST CODENDE / EERT DEN KOONIN . ويفصل بين الجملتين شكل شبه بيضوي محفور وسط الرخامة المذكورة وداخله صورة قلب رسم في أعلاه باللغة اللاتينية حرف السين مرتين :S-S ونقشت تحت الحرفين المذكورين نجمة صغيرة سداسية وارتبط بالقلب خط عمودي يقاطعه خطان أفقيان يشبهان صليب لورين ويحيط بالقلب من جهته السفلى رسم على سنبلتين نحو ما نراه في شعار الأمم المتحدة. وتحت هذا الشكل المحفور مباشرة تاريخ 1746 وتحت الرخامة في الوسط رسمت نجمة خماسية داخل دائرة. والتفسير الذي أعطاه الاستاذ عبد الهادي التازي لهذا الشعار من خلال ما استخلصه من استشارته للدكتور بن صلوت Ben Slot مدير الوثائق الهولاندية في لاهاي بأن ذلك الشعار رمز تجاري ومثله موجود منذ القرن 16 م، واستعملت رموز مماثلة في التجارة مع المغرب .
وهكذا فالحرفانS-S تم ضبطهما في بعض الوثائق الهولاندية ثلاثين سنة فيما بعد تاريخ لوحة أكادير،ويجوز أن يكون الحرفان S-S يشيران لاسم تاجر نيوزلاندي يعمل لحسابه الخاص باتفاق مع أمير الجنوب سيدي محمد بن عبد الله . فالحرفان S-S يشيران إلى علم شخصي يدعي سمويل ستينفيل يوجد في سجل القنصلية العامة بطنجة رقم 16 (البيان الوارد إلى الصويرة في 5 نونبر1777)
كان قبطان سفينة نيوزلاندية، فهل الأمر يتعلق بمؤسسة تجارية مغربية تابعة لهذا الشخص الذي يبتدئ أسماه الأول والثاني بحرف S-S ؟ لكن ماذا عن ترجمة الكلمة الهولاندية الواردة في الرخامة؟.
إنما بكل بساطة تعني خافوا الله وعظموا الملك! ويتضح أنها ليست ترجمة للكلمات العربية التي نقشت إلى جانبها.والاهم أن الوثيقة تدل دلالة قوية على أن الطالب صالح ولد بيهي كسرت شوكته بتولي الأمير سيدي محمد بن عبد الله، واللوحة وهي تتحدث عن سيدنا المنصور بالله لم تكن تعني شخصيا غير العاهل المغربي.
وإذا تأملنا الشقوق التي تبدو من خلال الرخامة يتضح أنها طرأت بعد غرس اللوحة في اعلى الباب، وهنا يمكن الرجوع إلى الزلزال الذي ضرب المدينة ولا نقصد فقط زلزال 1960 ولكن زلزالا ضرب المدينة بعد تسع سنوات فقط من تاريخ النقيشة وهو الذي عرف في التاريخ العالمي بزلزال لشبونة الذي وقع يوم 26 محرم 1169 هجرية أول نونبر 1755 ميلا دية، ومع ذلك يستحيل الجزم بأن تلك الشقوق من هذا الزلزال-1960- أو ذلك.
وبعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله وتولي ابنه الأمير اليزيد الحكم ظهرت بعض المعلومات التي ظلت الرخامة تحتفظ بسرها طوال نحو من نصف قرن .ظهر أن هناك إذنا سريا من سيدي محمد بن عبد الله إلى المسؤولين في هولندا يقضي بأن يمنح هؤلاء احتكار مرسى أكادير.
بقلم محمد الرايسي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.