راجت في الأيام الأخيرة صورة لضابط إسرائيلي برتبة عقيد مع خبر يزعم أنه قد ألقي عليه القبض في العراق برفقة مقاتلين من تنظيم “الدولة الإسلامية”. ولكن هذا الجندي لا يمكن أن يكون في العراق … لأنه توفي في عام 2014.
هذا “الخبر” صدر عن وكالة أنباء إيرانية نصف حكومية FarsNews ونشر في 29 أيلول/سبتمبر. ويؤكد الموقع أن السلطات العراقية ألقت القبض على “ضابط إسرائيلي برتبة عقيد في لواء جولاني” اسمه يوسي أولان شاهاك مع مجموعة من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقد تم تداول هذا الخبر في العديد من المواقع من بينها موقع RAINews الإيطالي، نقلا عن الوكالة الإيرانية المذكورة دون مزيد من التحقق. ثم راج أيضا على عدة مدونات محافظة متشددة هنا بالإيطالية وكذلكبالإسبانية والإنكليزية والعديد من المواقع الفرانكوفونية.
تم تناقل الصورة المزعومة للجندي عبر عدة مدونات محافظة متشددة، مثل مدونة “Informare” في ايطاليا من Gianni Fraschetti المقرب من اليمين الإيطالي
استخدمت صورة الجندي في عدة أعمال مونتاج على المواقع المؤيدة لنظرية المؤامرة التي تربط إسرائيل بتنظيم “الدولة الإسلامية”. هنا على موقع tasminnews.com.
وبعد بحث بسيط في خدمة “صور غوغل” تسنى العثور على هذه الصورة في مقالات مختلفة نشرت منذ أكثر من سنة: ويتعلق الأمر بوجه شاؤول آرون، وهو جندي إسرائيلي عرفت قضيته عبر وسائط الإعلام والتواصل في تموز/يوليو 2014 أثناء حرب غزة. فقد أصيب في هجوم نفذته حركة حماس على دبابة، ثم قبض عليه، إلا أنه توفي لاحقا في 25 تموز/يوليو 2014. وقد طلبت حركة حماس آنذاك مبادلة الجثة بأسرى لها معتقلين لدى إسرائيل.
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 23 تموز/يوليو 2014 نفس الصورة في صفحتها الأولى، وكذلك صور جنود آخرين قتلوا في ذلك الهجوم.
في الصفحة الأولى لصحيفة يديعوت أحرونوت في 23 تموز/يوليو نفس صورة الجندي شاؤول آرون الذي لقي حتفه في هجوم على غزة في تموز/يوليو 2014.
وكان مصدر هذا الخبر الذي يراد منه إثبات أن إسرائيل هي وراء “الدولة الإسلامية”، وسائل الإعلام الإيرانية. في الواقع، غالبا ما يكون وراء خطاب “المؤامرة” هذا وسائل الإعلام المقربة من الإيرانيين المحافظين أو حلفاء إيران مثل حزب الله اللبناني. وهذه المصادر نفسها هي التي أطلقت الشائعة التي تقول إن إدوارد سنودن أكد أن البغدادي كان يهوديا وتم تدريبه على يد جهاز الموساد الإسرائيلي، ولكن لم يثبت هذا الكلام بأي مستند.
وفي إيران، تأتي هذه الاتهامات أحيانا من جهات عليا جدا. فطالما لمح المرشد الأعلى علي خامنئي مرارا وتكرارا من خلال حساب غير رسمي عبر تويتر أن وراء تصرفات هؤلاء “التكفيريين” –وهنا التلميح إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”- يجب أن نرى اليد الخفية للاستخبارات الغربية مختتما تغريدته بعبارة: #CIA.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.