عصيد : وقيدي رحل تاركا بصمات لا تبلى في المجال الثقافي والفلسفي

الأستاذ محمد وقيدي واحد من المؤلفين الكبار في مجال الفلسفة، رحل تاركا بصمات لا تبلى في المجال الثقافي المغربي، وفي طلبته وأصدقائه ومحبيه، كان له فضل لفت انتباهنا منذ بداية الثمانينات ونحن طلبة في شعبة الفلسفة، إلى الإشكاليات الكبرى في فلسفة العلوم والإبستمولوجيا على الخصوص، وإلى قضايا المنهج والموضوعية في العلوم الإنسانية وعلاقتها بالإيديولوجيا، بحثه القيم حول “نظرية المعرفة عند كاستون باشلار” كان له أثر كبير على وعينا بأهمية العلاقة بين تطور المعارف العلمية وبنية العقل، ما جعلنا نكتشف بوضوح أكبر واحدا من أكبر أسباب تخلف المجتمعات الإسلامية.
لم تكن مؤلفات الأستاذ الراحل صعبة المنال، كان أسلوبه السلس السهل الممتنع ـ مع العمق والوضوح والتميز ـ حافزا لنا على الاطلاع على جميع مؤلفاته، التي كان لها أيضا فضل توجيهنا إلى مراجع أجنبية هامة.
لم يكن الراحل منغلقا في مجال تخصصه الأكاديمي مكتفيا باهتماماته المهنية، حيث انفتحت انشغالاته الفكرية على كثير من القضايا ذات العلاقة بالتحولات المجتمعية والثقافية في بلادنا، كما اهتم بتفسير العديد من المفاهيم الجديدة التي أدى إليها مسلسل العولمة الثقافية.
إلى جانب عمله الأكاديمي والفكري كان الراحل صديقا لجميع أستاذة الفلسفة بالثانوي، وعندما توترت العلاقة بين جمعية مدرسي الفلسفة وأساتذتنا بالجامعة، أمسك الفقيد العصا من الوسط، وحاول بحكمته ومساعيه الحميدة رأب الصدع عوض توسيع الشرخ وتكريس القطيعة.
تعازينا الحارة والصادقة إلى جميع أفراد عائلته الصغيرة، وإلى كل المشتغلين بالفلسفة والعلوم الإنسانية، ومتمنياتنا بأن يخلد ذكر فقيدنا بذكر آثاره وتفعيل أفكاره ومقترحاته الكثيرة في الحقل الثقافي المغربي.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading