إذا كان لكل قضية مناضلوها وأبطالها، فإن لها أيضا صقورها وثعالبها وصائدو الفرص الذين يقتاتون من محن البشر وهمومهم، في الوقت الذي يعمل فيه التقنيون في ظروف صعبة من أجل إخراج الطفل ريان من الثقب الذي وقع فيه، يجتهد آخرون لاستغلال الحدث بشكل فاحش.
إنها ثقافة الميديا الجديدة، ثقافة الإثارة والبحث عن أكبر عدد من المتابعين، دون أن نتحدث عن الانتهازيين الذين شرعوا في فتح أرصدة بنكية لاستجلاب مداخيل على حساب الطفل وعائلته، دون أن ننسى البؤساء من تجار الإيديولوجيات المهترئة، كالقوميين الذين يرون في ريان فرصة لتوحيد “الأمة العربية”، وأصحاب اللحى المرسلة الذين يصرخون مذكرين الناس ب”عذاب القبر”
إنها مظاهر انحطاط القيم في عالم يلهث وراء الصورة وانتهاز الفرص، متناسيا الجوهر، الذي هو الإنسان. نتمنى السلامة للطفل ريان، ونشكر الذين يضحون في الميدان وفي صمت منذ أيام، من أجل إنقاذه.
التعليقات مغلقة.