أزول بريس – يوسف الغريب //
لا أخفيكم سرّاً اذا قلت لكم بأني كنت قلقاً ومتوثراً وأنا أتابع كلمة هذا الرئيس الجزائري اليوم الثلاثاء في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي عبر تقنية التحاضر عن بعد .. ويدي على قلبي خائفاً من أن ينقطع البث الرقمي على سيادته كما وقع لوزير خارجيته السنة الماضية بنفس المجلس..
لكن والحمد لله.. استطاع أن يتمّم خطبته العصماء بدون أي انقطاع للانتريت.. مما يعتبر في حدّ ذاته إنجازاً باهراً نهنئه على ذلك.. كما نهنئه على الوفاء لمهمته التي عيّن من أجلها من طرف العسكر هناك.. حتّى لقّب لدى الجميع بالرئيس الجزائري المكلف بالمغرب.. بدليل أن كل من تابع عبر البث لهذا الاجتماع سيلاحظ بقية رؤساء الوفود أعضاء المجلس غير آبهين ولا مهتمّين بالمرة بمداخلتكم المعروفة سلفاً.. وأدعوا الفريق التقني التابع للرئاسة أن يعيد الشريط ليقف عند هذه الحقيقة المرّة.. ويعرف حجم تأثير دولة العسكر وسط القارة الإفريقية..
والمسألة طبيعية ومنطقية وأخلاقية أمام هؤلاء الأعضاء وحناجر الطلبة الجزائريين تخترق جدران العاصمة بأن هذا الرئيس لا يمثلنا… تزامناً مع حديثه عن آخر المستعمرات بافريقيا..
طبيعي أن تقابل كلمة هذا الرئيس باللامبالاة وعدم الإهتمام وأعضاء المجلس قد إطّلعوا على آخر تقرير صادر في نفس اليوم لمركز التفكير الإسباني “إلكانو” يحذر الجنرالات من انهيار الإقتصاد الجزائري وثورة شعبية جديدة قادمة..
وطبيعي أن لا ثقة ولا مصداقية لنظام هذه الدولة وسط القارة الإفريقية وهم يتابعون كيف تنكرت لالتزاماتها اتجاه تونس بتقاسم اللقاح معها…واكتشف الجميع أن الجزائر تلك القوة الإقليمية قد صنّفت في خانة الدول التي تحتاج إلى الإحسان وفتح باب التبرعات بين الدول آخرها أمريكا التي أعلنت سفارتها بالجزائر، عبر صفحتها في “الفايسبوك”، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتبرع للجزائر بأكثر من مليون و800 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بحلول الصيف، حيث تندرج هذه العملية ضمن التحالف العالمي للقاحات “كوفاكس”.الخاص بالدول الفقيرة جدّاً..
هي أمريكا السيد الرئيس التى اعترفت بمغربية الصحراء.. وصافحنا البرق عبر مناروة عسكرية ثنائية بأقاليمنا التي اعتبرتهاآخر مستعمرة.. ووصفتنا بدولة محتلة…
ألم تكن المناسبة فرصة للتنديد بذلك.. على الأقل احتراما لتلك الرسالة / الفضيحة التى ارسلها ما تسمونه بمجلس الشعب ببلدكم..
لماذا سكتت.. وكأن على رأسك الطير.. وأكدت بأنّك( لن تسكتوا عن المطالبة بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي في أراضيه المحتلة) بأمانة كما جاءت على لسانك..
والحالة أنّكم لم تسكتوا طيلة 46 سنة وفي أزهى الفترات وأبدخها.. وفي أشرس وأعنف رؤساء بلدكم منذ المقبور الهوارى بومدين.. وكنّا حينها دولة متواضعة الإمكانيات من حيث الموارد خاصة فترة بداية ثمانينيات القرن الماضي وما تلاها من سنوات الجفاف والتقويم الهيكلي.. ومطرقة النقد الدولى وفاتورة الطاقة والنفط..
كانت بلدنا متواضعة أمام بحبوحة مالية لدى بلدكم.. لكننا كنّا صامدين خلف هذا الجدار . مرابطين وسط هذا الوطن بصحرائه…
في المحصلة – بعد هذه المدة –
هي ما جاء على لسان سفير الدومينيك أثناء تعيينه أخيراً ببلدنا ( سعيد جدا أن أعيّن بالمغرب كأقوي دولة بشمال أفريقيا.. وبعمقها الإفريقي)..
مقابل دولة أصدرت وزير خارجيتها قراراً إلى الجامعات هناك بالتصدى لكل خريطة مغربية تضمّ الأراضي الصحراوية.. كما اقترحها استاذ جامعي من المغرب..
أإلى هذا الحد انتم خائفون مرعوبون من خريطة على الورق..
وقبل أن تستمروا في النضال من أجل الوهم أدعوك إلى الاطلاع على تصريح سابق لصانع هذه الجمهورية الوهمية الذي قال بالحرف ( لو أعرف أن المغرب سيصمد لأربع سنوات فقط ما أقدمت على هذا القرار..)
لانّه اكتشف في آخر أيامه أن الصمود عندنا كمغارب وراثيّ قديم قدم تاريخنا الحضاري العريق..
نعم صامدون خلف هذا الجدار الذي أتمّ جنودنا الأباسل ما تبقّى من ثغرة قرب المحبس هذه الأيام.. وفي صمت.. وبدون ضجة إعلامية.. لأن كل ما هو حقيقي يكون دائماً صامتاً.. ومنقوشاً على الحجر في تلٍّ جبلي على بعد ثلاث كيلومترات من تيندوف…
تركها جيشنا الباسل وبدلالتها الايمانية العميقة :
( إن ينصركم الله فلا غالب لكم)
هي الآية التي يمكن الاستعانة بخدمة ( گوگل) للاستمتاع بها..
في أفق تطهير الاتحاد الإفريقي من عضو وهمي تزامنا مع تطهير الجزائر من رئيس غير شرعي..
مسألة وقت..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.