ظرفية كورونا توحد قيم التضامن والتآزر داخل الجسم الفني بسوس

الحسن البوعشراوي

حس تضامني رفيع أبان عنه الجسم الفني بجهة سوس ماسة في هذه الظرفية الاستثنائية ، التي طفت فيها قيم التآزر والتضامن والتكافل ، وارتفع منسوبها ليتجسد في مبادرات إنسانية واعية ، مثل ما أقدم عليه العديد من الفنانات والفنانين الذين التأموا لمبادرة جمع مساعدات مالية تضامنا مع زملائهم ، وخاصة ممن يرزحون تحت وطأة أوضاع هشة اجتماعيا واقتصاديا وخاصة في زمن الكرونا.

اولى اشارات انطلاق تفعيل هذه المبادرة على ارض الواقع انطلقت من العالم الافتراضي ، حيث اتفق الفنانون المساهمون على القيام بزيارات القرب لزملائمهم المستتهدفين بهذه المبادرة التضامنية ن التي يكشف عن ابعادها ومغزاها الفنان عبد الله اكزوم صاحب الفكرة قائلا : بالفعل الفكرة كانت من مخيلتي لاني صراحة عاينت فنانين بسوس يرزحون تحت فقر مدقع ولا حول لهم ولا قوة ، منهم المرضى ومنهم المعوزون ،

ومنهم من كان يعمل بشكل متقطع ن ومما زاد الطين بلة هو هذه اللحظة العويصة وهو زمن فيروس كورونا المستجد الذي كان حاجزا منيعا لرزق مجموعة من الفنانين وخاصة لما تم توقيف مجموعة من المهرجانات واللقاءات الفنية وكذا حدف تصوير عدد من الافلام والمسلسلات التي كانت مبرمجة خلال هذه الفترة ، ولا انسى ان اشكر كل من الفنان والمخرج السينمائي عزيز اوسايح والفنان المقتدر مبارك الذيب على دعمهم الكبير واعذوا للفكرة شحنة ايجابية لترسو على هدف واحد وهو مساعدة الفنان.

اما الفنان مبارك الديب وضح ان هذه المبادرة التي لقيت ترحابا واستحسانا ممهورا، باحساس عارم بقوة ومثانة الأواصر التضامنية التي تميز الجسم الفني بهذه الربوع ، لقيت صدا طيبا لدى عدد المستفيدين الذين يتوزعون بين حالات اجتماعية وصحية ، لا سيما في ظل هذه الظرفية التي تتميز بتوقف تام لانشطة والمهرجانات والملتقيات والفرص التي توفر المعيش اليومي للفنان لهذه المنطقة . لنستمع للفنان مبارك الديت.

هذا وبدوره الفنان والمخرج عزيز اوسايح ثمن الفكرة واستحسنها وقال : بالفعل الفكرة رائعة واستحسنها الجميع ولقيا ترحيبا واسعا لا سواء من الفنانين الاخرين وكذا الاشخاص المحبين والغيورين على الفن الامازيغي بجميع تلاوينه ومشاربه ، وساهموا كل واحد حسب المستطاع ، وكلما توصلنا بمبلغ مالي الا وسارعنا الى منحه الى فنان محتاج وذلك حسب الحاجة والوضعية التي يعيشها ، واليوم والحمد لله استفاد عدد من الفنانين ووضعنا صوب اعيننا محتاجين اخرين وخاصة الذين ليس لهم مورد قار ولا يتوفرون على دعم من اي جهة لا سواء من الحقوق المجاورة او من وزارة الثقافة ، ولهذا اوجه طلبا الى المسؤولين على القطاع وخاصة الوزارة الوصية ان تسارع الى توفير طريقة لاستفادة شريحة عريضة من الفنانين وخاصة المغلوب على امرهم ومنهم المحتاجين والمعوزين.

ادن يبدو ان هذه العملية تستحق التعميم ، لانها تبعث اشارات قوية بوجود جسم فني متلاحم يحتاج كذلك لالتفاتة ومساعدة ومساندة من لدن الجهات القطاعية الوصية على شؤون المهنيين دعما لهذه الجهود والمبادرات الخلاقة سعيا لتكريسها في جميع الظروف والمناسبات .