في كل يوم سادس فبراير يتم في جامايكا تكريم المغني الشهير بوب مارلي، النجم الذي ارتقى بموسيقى الريغي في معظم أغانيه حتى بوأته مكانة ضمن كبار نجوم الأغنية العالمية.
شكلت تجربته باعتباره مواطنا من بلد جامايكا اللاتيني حالة فريدة و هو يدافع بواسطة أغانيه عن الحرية و السلام و المحبة و السعادة و الوعي الاجتماعي و العدالة لكي تكون حقوقا في متناول كل الشعوب بدون استثناء.
و عندما توفي سنة 1989 بمدينة ميامي بولاية فلوريدا نتيجة إصابته بداء السرطان، كان المعجبون بأسلوبه الغنائي متأثرين برمزيته و بشكله البسيط، وظلت معظم أغانيه تخلده و تحفز الناس على تذكره حتى أن بعض ملاهي الرقص في أمريكا اختصت في استعمال تلك الأغاني لكي يستمتع بها جمهوره و كل من يرغب في الرقص عليها أو إعادة الاستماع لها، فضلا عن أن الزنوج الأمريكيين و معهم الكثير من اللاتينيين، يستحضرونه بمناسبة أو غير مناسبة سواء في ترديد أغانيه أو استعمال طاقية شبيهة بطاقيته أو شراء بعض الملابس مثل القمصان أو تي شيرت الحاملة لصوره.
يصنف بوب مارلي كأشهر مغني لموسيقى الريغي في كل العصور، و هي موسيقى تخاطب مشاعر الجميع و خصوصا تلك الفئات من الزنوج الذين يجدون فيها جذورهم الثقافية باعتبار أن الريغي هو أسلوب موسيقي ينتمي إلى إفريقيا و عبر أغانيه كان ينقل لهم رسائل قوية حول الحب و الوعي الاجتماعي و قضايا العدالة و التحرر، ما دفعه إلى تحقيق نجاحات قياسية.
و بعد وفاته أصبح شعب جامايكا ينعم بيوم عطلة في كل سادس من شهر فبراير، و هو يوم وفاته، تخليدا لذكراه حيث أصبح رمزا وطنيا محفورا في الذاكرة. و تفيد معلومات الوثائق الكثيرة الخاصة بحياة بوب مارلي، بما كان يعانيه من رفض اجتماعي و تحقير لشخصيته لأنه أخذ البياض من لون أبيه الأبيض رغم أنه كان يصنف على أساس انه زنجي لأن أمه كانت كذلك، و عندما كان صغيرا كان “يستطيع قراءة راحة الناس بنجاح” في تنبؤاته التي لم تكن لتروق للكثيرين، لكنه عندما كبر و بات نجما يتربع على عرش الغناء العالمي، بدأ الناس في جامايكا و خارجها يعتبرونه الممثل الروحي لهم، و آخرون وجدوا فيه ممثلا لحركة اجتماعية و ثقافية ترتكز على مبادئ و قيم و قواعد التعايش السلمي ضد الإكراهات و الظلم و العنصرية.
و قد عاش بوب مارلي، في ولاية “ديلاوير” الأمريكية، سنحت له فيها الفرصة بأن يعمل في مصنع “كرايسلر”، و الذين كانوا يعرفونه قالوا بأنه كان لاعبا ماهرا لكرة القدم و لعبة التنس.
و سبق له أن حاز وسام السلام من منظمة الأمم المتحدة في عام 1978، و ترك قولة شهيرة قبل وفاته مازال الكثيرون يرددونها لما تنطوي عليه من حكمة رائعة و هي أن “المال لا يمكن أن يشتري الحياة”.
روض برس
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.