بيان الشبكة //
منذ عقدين من الزمن وشبكة جمعيات محمية اركان للمحيط الحيوي تواصل ترافعها من اجل تنزيل مخطط الإطار لمجال محمية المحيط الحيوي للأركان من خلال العمل على تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في “المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة بمجال محمية المحيط الحيوي لأركان” وبلورة هويته الجماعية من خلال تدخلاتها الميدانية مع شركائها من أجل تدبير عقلاني لمحمية المحيط الحيوي واعتماد المقاربة التشاركية والتشاور المتعدد الأطراف كمنهجية لإرساء اسس التنمية البشرية المستدامة بالمجال الترابي لمحمية أركان للمحيط الحيوي. وفي هذا الصدد نكر بالبيانات الصادرة عن الشبكة منذ تأسيسها وخصوصا ما يتعلق بالرعي الجائر الذي يتم خارج كل الضوابط القانونية وامام اعين مختلف السلطات التي تبقى عاجزة عن أي ردع وإيقاف المعتدين على الانسان والمجال. و في هذا الإطار عملت الشبكة مع شركائها سواء في القطاعات الحكومية أو في الجماعات المحلية أو المنظمات غير الحكومية على الحفاظ على موروثنا الثقافي و البيئي، و خصوصا شجرة الأركان، التي تتعرض للاندثار يوما بعد يوم، مما ينتج عنه من تدهور الأنظمة البيئية المحلية الهشة أصلا، و تراجع الغطاء النباتي و الوحيش و تدهور التنوع البيولوجي، و بالتالي تسريع وثيرة التصحر الذي سيؤدي –لا قدر الله-إلى كوارث لا تحمد عقباها، خصوصا ان التغيرات المناخية التي يشهدها العالم زادت بشكل مهول من حدة تدهور غابات الأركان، بالإضافة إلى الرعي الجائر الممارس من طرف رعاة رحل مسخرين من لوبيات تضع نفسها خارج القانون متحدية كل القوانين و الأعراف المعمول بها..
وبمناسبة الاعتداءات الأخيرة للرعاة الرحل بشكل همجي على ساكنة جبال الاطلس الصغير بإقليمي اشتوكة ايت باها وتيزنيت وخصوصا ان المنطقة تحتوي على جبل الكست الذي يعتبر “موقع ذات أهمية بيولوجية وايكولوجية SIBE” و “منطقة مركزية” Zone A في التنطيق Zonage المعتمد في مخطط الإطار لمحمية المحيط الحيوي plan cadre de la RBA، وبالتالي على الدولة حماية هذه المنطقة باعتبارها منطقة محمية يمنع فيها الرعي بشكل مطلق طيلة فصول السنة. فكيف استطاع هؤلاء الرحل الولوج الى هذه المناطق المحمية والتي تضم أنواعا نباتية مستوطنة (لا يمكن ان نجدها الا هناك في قمم جبل لكست”. وبناء على بيان فعاليات المجتمع المدني بجماعة املن الصادر مؤخرا في هذا الشأن وعلى الاحتجاجات المتواصلة على شبكات التواصل الاجتماعي وشكايات المواطنين بمختلف المناطق الجبلية المتضررة على الجهات المختصة، فإننا كفعاليات مدنية تهتم بالشأن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي، نعلن ما يلي:
- استنكارنا الشديد لما تتعرض له الساكنة المحلية من اعتداءات سافرة في الوقت الذي التزمت فيها بالحجر الصحي في ظل الجائحة كوفيد 19 التي اجتاحت العالم باسره.
- نطالب الجهات المعنية بالحفاظ على الامن العام والسهر على احترام ا القوانين الجاري بها العمل وتفعيلها حفاضا على السلامة الجسدية للمواطنين ولممتلكاتهم وحفظ كرامتهم والحفاظ على سلامة التنوع البيولوجي للمناطق المحمية.
- تضامننا المطلق مع الساكنة المتضررة من جراء الاعتداءات السافرة للرعاة الرحل، خصوصا بالمناطق الجبلية والتي تعتبر اوساطا بيئية هشة والتي تتدهور باستمرار بفعل توالي سنوات الجفاف بفعل التغيرات المناخية.
- الإسراع بالتجاوب الإيجابي للمذكرة المطلبية لشبكة جمعيات محمية اركان للمحيط الحيوي لسنة 2019، حيث طالبنا بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية واحترام حقوق الانسان كما هي متعارف عليها دوليا، وذلك خلال العشرية الثالثة لمحمية المحيط الحيوي للأركان.
- دعوة كافة الفعاليات المحلية من مجتمع مدني وجماعات ترابية وناشطين بيئيين ومثقفين ومهتمين لتكثيف الجهود وتعميق التنسيق والتشاور المتعدد الأطراف من اجل تطوير اليات الترافع المدني لفترة “ما بعد كورونا” وفي سياق بلورة النموذج التنموي الجديد والجهوية الموسعة.
اتيزنيت في 18 ابريل 2020
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.