بعد مقالنا السابق عن البعد التاريخي و الأنثربولوجي لموسم سيدي حماد أو موسى، نعرض في هذه التدوينة على البعد الفرجوي لهذا الموسم، كيف لا وهذا البعد جزء أساس في شخصية سيدي حماد أو موسى، الذي إلى جانب كونه متصوفا، فيبدو أنه كان أيضا ممارسا للألعاب البهلوانية ولذلك ينسب إليه “تاروا ن سيدي حماد أو موسى” المعروفين بجولاتهم الفرجوية سواء في المغرب أو خارجه.
بل يقال أن سيدي حماد أو موسى هو الذي طلب منهم التجوال للحصول على تبرعات من لم يستطيعوا الوصول إليه في تازروالت. وهذه الفرجة هي الغائبة اليوم في موسم سيدي حماد أو موسى، ويجب التفكير في استعادتها، لأنها تتطور في مناطق أخرى، خاصة بطنجة.
في حين لازالت فرجات أخرى مستمرة ومنها قاعات خاصة لتقديم فقرات من فن الروايس. هي فرجة مؤدى عنها، وتسبقها لحظات من الإشهار بإطلاق الموسيقى أو بالسماح للجمهور بإطلالة بسيطة على القاعة من باب مغطى بستار، وقد يسمح بذلك حتى بعد بداية السهرة لتحميس الجمهور لاقتناء التذاكر.
ما يهم في هذا الأمر أن الجمهور يؤدي ثمن الاستمتاع بمنتج ثقافي، عكس ثقافة المجانية التي تهيمن في بعض المجالات الحضرية.
هناك قاعتين لفن الروايس : واحدة للرايس الطالياني والثانية للرايسة فاطمة تسعديت، وقد يلتحق آخرون يفضلون صيغة الحلقة.
اقتنيت تذكرتي واستمتعت بفقرة فنية إلى جانب جمهور من الرجال في يسار القاعة و النساء في يمينها.
هي شبه مقاولة ذاتية، تدوم أسبوعا، يتعاون فيها الرايس مع مساعديه بعد أداء مستحقات كل طرف ككراء المكان و الصوتيات و القاعة…
كما تحضر أيضا ممارسات وألعاب فرجوية أخرى كدفع الجلة الحديدية، وإصابة أحجار الطباشير بالبندقية، وإدخال الكرة في عجلة سيارة أو قنص قارورة المونادا بقصبة قنص معدة لذلك أو العمل على وضع درهم وسط دائرة صغيرة على طاولة ثم العديد من ألعاب اليانصيب.
لازال موسم سيدي حماد أو موسى يحتفظ على العديد من خصائص المواسم التقليدية المغربية، ويستحق أن تنظم إليه زيارات جماعية لأطفال وشباب المدارس والجمعيات لمشاهدة آخر ما تبقى من ألعاب تقليدية قبل انقراضها.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.