ساكنة تافراوت ترفض مشروعا معدنيا بسبب أضراره الخطيرة على الانسان وعلى الطبيعة 

الحسن باكريم//

اشتكى عدد من سكان بلدية تافروات بإقليم تيزنيت من عملية استغلال منجم معدني بالمنطقة لما سيكون للمشروع من انعكاسات خطيرة وسلبية على المنطقة عموما، وقالت جمعية تامونت اوفلا وأداي للتنمية بتافراوت، أنها بعد اطلاعها على الوثيقة التقنية لمشروع استغلال الرخصة التعدينية رقم 2339007  المقدم من طرف شركة “منجم أقا”،  وكذا الملخص الغير التقني للدراسة البيئية المرتبطة به ، في اطار البحث العمومي المفتوح مد شهر نونبر الماضي بمقر جماعة تافراوت، قالت أن المشروع موضوع البحث العمومي ستكون له انعكاسات خطيرة على الانسان والحــــــــــيوان والنـبات والتربة والهواء والوسط الطبيعي والتوازن البيولوجي والنظافة والصحة العمومية واملاك الساكنة .

و رغم ان ملخص الدراسة البيئية المرفقة بملف البحث العمومي، تقول الجمعية، الذي أشار الى بعض هذه الانعكاسات، واقترح بشكل عام ودون تفصيل ولا ضمانات ، بعض التدابير – الترقيعية – المزمع اتخاذها للتخفيف منها، الا انه اغفل التطرق الى تأثيرات اخرى محتملة ستطال التنوع البيولوجي والغطاء النباتي ، ووحيش الغابة،  كما قللت الدراسة موضوع البحث من أهمية تأثير المشروع على الهواء والمياه الجوفية .

وتوضح الجمعية في تقريرها، الذي حصلت آخر ساعة على نسخة منه، أن المشروع سيأتي على الأخضر واليابس من الغطاء النباتي  من أشجار الاركان والنباتات العطرية والشوكية، مما سيؤدي حتما الى اجتثاثها، كما أن وحيش المنطقة، الذي يتكاثر بموقع المنجم ، المتمثل في السنجاب، الضربان ، الغزال ، الحمام البري، الارنب البري، لم تشر الدراسة إلى مصيره، ولا الى التدابير المزمع اتخاذها لحمايته.

إن موقع المشروع،  تضيف الجمعية،  تخترقه الجداول والشعاب والاودية الموسمية المحملة بمياه الامطار القادمة من “ادرار مقورن” الجبل الكبير ، والمرتفعات المجاورة في اتجاه تافراوت، و املن،  ومما لاشك فيه ، أن مياه الامطار التي تحملها هذه الاودية ستتلوث بالنفايات والزيوت السامة التي يخلفها المشروع، قبل ان تواصل مسارها نحو وسط تافراوت في اتجاه واد املن، مما سيؤدي الى تلويث المياه الجوفية و الابار الواقعة على امتداد هذا المسار ، كما ستتضرر الضيعات الفلاحية والاشجار المسقية بمياه هذه الوديان، اضافة الى احتمال تلوث مشروع سد سيدي يعقوب المنتظر تشيده قريبا على احدى هذه الاودية ، والذي يهدف الى السقي ، وتغذية الابار التي تتزود بها تافراوت بالماء الشروب.

ومن المعلوم ان المصدر الوحيد لمياه الشرب بكل مناطق تافراوت هو المياه الجوفية ، و مع استمرار سنوات الجفاف وتزايد السكان ، اخذت هذه المياه في النضوب ، حتى اصبح مشكل ندرة المياه على راس المشاكل التي تعاني منها الساكنة المحلية في الوقت الحاضر. و امام هذا المستجد المتمثل في مشروع الرخصة التعدينية موضوع البحث العمومي ،فان المشكل سيزداد استفحالا ويهدد بنزوح جماعي للسكان نحو مناطق اخرى .

الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار الغبار والادخنة والغازات السامة المحتمل انبعاثها من مكان الاستغلال وسط المقلع ، وهو المشكل الاخطر الذي لم يتم التفكير في كيفية التعامل معه . فكيف ستتم مراقبتها والحد من تأثيراتها على المحيط، و خاصة على ساكنة الدواوير المجاورة ؟  نفس الشيء بخصوص النفايات السامة ( عصارة النفايات) ،فقد اقترحت الدراسة تخزينها في حاويات مغلقة وفي اماكن مغطاة، لكنها لم تحدد موقع هذه الاماكن ، كما لا يعرف مصير هذه النفايات فيما بعد وكيفية التخلص منها ، خاصة وان المطرح العمومي لتافراوت لا يستحمل مثل هذه النفايات اضافة الى قربه من وسط المدينة، يؤكد التقرير.

واستعرض التقرير الانعكاسات الخطير للمشروع  الاجتماعية والاقتصادية، حيث من المحتمل جدا ان يعرف محيط المشروع ظهور امراض في وسط الساكنة نتيجة انبعاث الغازات السامة والغبار، وستتضاعف الحاجة الى الخدمات الصحية، باستحضار كذلك لحوادث الشغل المحتملة الوقوع في صفوف العمال ، في الوقت الذي تفتقر فيه المنطقة بكاملها الى مستشفى قادر على استقبال كل هذه الحالات، علما ان تافراوت لا تتوفر سوى على مركز صحي صغير، يقتصر دوره في تقديم بعض الاسعافات الاولية ، وذو طاقة استيعابية جد محدودة ، ومن المؤكد ان المشروع موضوع البحث كما الطرق المؤدية اليه ، ستشغل مساحات كبيرة من اراضي السكان، ومعلوم ان املاك الساكنة بهذه المنطقة تستغل في الحرث ورعي ماشيتهم ، وفي جني ثمار الاركان، فما هي التدابير المتخذة لإنصاف ذوي الحقوق؟ ولحماية اشجار الاركان من كل الاضرار المحتملة ؟ ومن المنتظر أن يؤثر المشروع على مواقع سياحية تعد نقط الجذب الاكثر اهمية بتافراوت وهي  “قبعة نابليون” بدوار اكرض اوضاض والموقع السياحي الايكولوجي العالمي  “اومركت”،  ولا شك ان انبعاث الغازات السامة والغبار والضوضاء وتلوث المحيط الطبيعي بشكل عام ، سوف يؤثر سلبا على توافد السياح الى هذه الاماكن.

وانهت الجمعية تقريرها، بعرض عدد من الاقتراحات للمشروع، مؤكدة أن معرفتها التامة بمناخ وطبيعة وتضاريس المنطقة ، وعلى فحصها الدقيق لملف البحث العمومي حول المشروع فهي تعبر عن رفضها  التام لأي مساس بالبيئة والانسان والممتلكات، بوسط ومحيط عيش السكان بمناطق تافراوت وتعلن عن موقفها المبدئي في الدفاع عن الانسان والبيئة الطبيعية والحق في العيش في بيئة سليمة.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading