زمن كورونا : لا مبرر لهرطقات ترامب فالجائحة أتث على الأخضر واليابس

بقلم : لطيفة إكري //

خطاب ترامب الاخير كالعادة يثير جدلا كبيرا في نظر العديد من المتابعين، لكونه تضمن عبارات تنم عن الكراهية والعنصرية. والتي يعزوها البعض محاولة تغطيته لعجزه عن احتواء كورونا اقتصاديا، صحيا، واجتماعيا. كالعادة ترامب يثير زوبعة من التنديدات بمضمون خطابه هذا، سواء ضد الاقليات بالولايات المتحدة الأمريكية، أو ضد شعب باكمله حينما وصف فيروس كورونا بالفيروس الصيني.
خطاب سياسي ينم عن اسلوب رجل سياسي عاجز عن مواجهة جائحة تجتاح الولايات المتحدة الأمريكية وتسبب آلاف من الوفيات يوميا.. فيروس جعل المنظومة الصحية لأقوى نظام اقتصادي في العالم على المحك. هذه المنظومة الصحية التي كانت في قفص الاتهام لكونها لم تمكن فئات عديدة من الأمريكيين من تأمين حاجياتها الصحية مقارنة مع المنظومة الأوربية التي ورغم ذلك آثارت غضب الاوروبيين وكشفت عن هشاشتها في مواجهة الازمات وحالات الطوارئ.
عجز ترامب لم يقف عند هذا المستوى فقط بل كان منطق البيزنيسمان طاغيا اكثر على قرارات الرئيس الأمريكي الذي أبدى في البدايةتخوفا على التوازنات الاقتصادية وانه غير مستعد لإيقاف العجلة الاقتصادية. عوض الاهتمام بسلامة المواطن الأمريكي والنتيجة مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية ضاقت بالاجسام المنهارة والجتث المتراكمة.
وضع بدأ فيه الرئيس الأمريكي مرتبكا في خطابه بين الساعي نحو كسب ود الصين لمساعدته على مواجهة المحنة. والمتعجرف في خطابه العنصري الذي يكيل فيه الاتهامات للصين بكون نمطها في العيش كان سببا وراء تفشي الفيروس وبين المهدد والاناني الباحث عن الانفراد بالاكتشافات الجديدة في مجال العلاج مدعيا انه أولى به وليذهب الباقي للجحيم.
جائحة كورونا عرت حال الإنسان في ظل النظام العالمي الذي نعيش فيه والذي تعتبره الانظمة السياسية والتي صدعتنا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية انه آخر اهتماماتها. لكنها باثت حاليا مستعدة للتخلي عن حساباتها الاقتصادية من أجل ايقاف شبح الموت الذي يطوف في سمائها حاصدا مزيدا من الأرواح. وخير دليل على ذلك خطاب الرئيس الإيطالي الاخير الذي قال أنه مستعد لأي إفلاس اقتصادي مقابل حياة الايطاليين.
إذن يمكن أن نجد مبررا لهرطقات ترمب فالجائحة اتث على الأخضر واليابس.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading