رشيد راخا: الاتحاد الأوروبي يساهم في تطرف الشباب المغربي

قال رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، إن “الحكومات الأوروبية والاتحاد الأوروبي، يعززون ويساهمون في تطرف الشباب المغربي وفي انتشار الشبكات السلفية المتشدّدة والخلايا المتطرفة. قائلا في رسالة وجهها للبرلمانيين الأوروبيين، حول ذات الموضوع “: هل أنتم على دراية بمساهمة الاتحاد الأوروبي في تراجع اللغات الأصلية وتطرف الشباب في المغرب؟،:”كيف يكون هذا ممكنًا، مع العلم أن الهدف الأساسي من المساعدات الأوروبية للمغرب هي من أجل المساهمة بفعالية في إضفاء الطابع الديمقراطي على بلدان جنوب البحر المتوسط؟”.

وذكر الراخا الذي عنون رسالته بـ” كيف يساهم الاتحاد الأوروبي في تطرف الشباب في المغرب؟” بتصريحات المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، يوم 21 فبراير، عندما قالت:”اللغة هي أكثر من وسيلة اتصال: إنها مصدر انسانيتنا. بها تتقوى قيمنا ومعتقداتنا وهويتنا، وعبرها ننقل تجاربنا وتقاليدنا ومعرفتنا”.

يتأسف الراخا مضيفا انه “في الوقت الذي كان على حكوماتكم و الاتحاد الأوروبي ان تنهض باللغات الام في دول شمال افريقيا عوض ذالك فهي تساهم في تراجع هذه اللغات الام بل اكثر من ذاك تساهم في تعميق التطرف لدى الشباب و تزايد السلفيين المتشددين، ان الهدف الأساس من مساعداتكم هو الانخراط بجدية في دمقرطة هذه الدول البحر الأبيض المتوسطية”

وأوضح الراخا في رسالته للأوروبيين: “في الوقت الحالي، الجميع يشعر بقلق بالغ حيال هؤلاء الجهاديين الشباب، الذين ينتمون في أغلبهم لأصول شمال أفريقية، والذين شاركوا ضمن صفوف داعش في أعمال القتل الدنيئة واللاإنسانية للمدنيين في سوريا والعراق، والذين بدأوا الان في العودة إلى ديارهم في بلدانكم الأوروبية المختلفة. الشرطة الاوربية بمختلف جنسياتها الفرنسية والألمانية والهولندية والبلجيكية والإسبانية وغيرها في حالة تأهب قصوى للبحث عن ملفات تعريف هؤلاء الشباب الذين يعودون الى ديارهم ضواحي المدن الأوروبية الكبرى، بعد محاصرتهم من طرف القوات الكوردية و القوات السورية (قوات سوريا الديمقراطية) ومقاتليهم من وحدة حماية الشعب!”.

وأضاف رئيس التجمع العالمي الأمازيغي في رسالته :”هناك شيء واحد واضح، الغالبية العظمى من هؤلاء الإرهابيون الإسلامويون الشباب، مثل حالة محمد مراح، أو أولئك الذين تورطوا في هجمات كل من مدريد في 11 مارس 2004، باريس في 13 نوفمبر 2015 ، بروكسل في 22 مارس 2016 ، برلين 19 ديسمبر 2016 ، برشلونة 17 و 18 أغسطس 2017 أو أحداث ، ستراسبورج 11 ديسمبر التي ارتكبها شريف شيكات، والقتل المفجع الذي تعرضت له السائحتان الإسكندنافيتان (الدنماركية Vesterager Jespersen والنرويجية مارن أولاند ، في إمليل ، بالقرب من قمة توبقال في 17 ديسمبرالماضي) – كل مرتكبي هذه الاحدات تم إغراؤهم بالأطروحات المتطرفة للإسلام السياسي لأنهم جميعًا يعانون، من مشكلة “أزمة الهوية” “، الناجمة عن اقتلاع ثقافي عميق لم تنجح معه سواء الدول الأوروبية ولا دول شمال إفريقيا في إيجاد حلول فعالة وواقعية له”.(https://amamazigh.org/2017/11/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84-2/  )

واستطرد :”لنأخذ مثالا ملموسا على المغرب، وهو البلد المدلل في المنطقة المغاربية من طرف المفوضية الأوروبية، والذي يتمتع “بوضع متقدم” مع الاتحاد الأوروبي، و من خلال ذألك يستفيد من  مزايا مالية مهمة جدا و ذالك بموجب اتفاقيات شراكة منذ سنة 2000 الى اليوم، وهذه الاتفاقيات تهم قطاع التعليم، محو الأمية للكبار والصحة، وفي هذه القطاعات استثمر الاتحاد الأوروبي أموالا باهضه، ففي مجال الصحة أكثر من 2.2 مليار درهم في عشر سنوات ، وفي التعليم أكثر من 2 مليار درهم و في مجال محو الامية للكبار ب 27 مليون أورو في المرحلة الأولى و 35 مليون أولرو في المرحلة الثانية و في المرحلة الأخيرة 50 مليون أورو أي ما مجموعه 112 مليون أورو”. و مع ذالك لا زال “المغرب يحتل المرتبة 123 من أصل 189 وفقًا لمؤشر التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي و في مجال محو الامية “.

ها هو السيد ادريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات يقول الراخا” قد فتح تحقيقا حول الاختلاسات الواقعة في الوكالة الوطنية لمحاربة الامية الا ان الأكثر خطورة فيما اسفرت عنه التحقيقات حسب جريدة “الاخبار” ليوم 28/2/2019 هو أن مدير الوكالة االسيد محمد عبد السميع الذي عينه ابن كيران  خارج المساطر الإدارية قد عمل عبر ذات الوكالة على مضاعفة عدد الجمعيات التابعة لحركة التوحيد و الإصلاح الدرع الايدلوجي الدعوي لحزب العدالة و التنمية الذي يترأس الحكومة و الذي يستغل تلك المساعدات ليس من اجل محاربة الامية بل من اجل نشر الأفكار السلفية و اقتلاع جذور ما تبقى من الشعب الأصلي في المغرب، و هذا يظهر بالملموس في تزايد مثير لعدد الفتيات و النساء المتحجبات في العالم القروي نتيجة متابعة هذه الدروس (محو الامية). و الأخطر من كل هذا هو ان هذه الكتب، الممولة من مساهمات دافعي الضرائب الأوروبيين، تحمل بين طياتها أفكارا متشددة م من قبيل: ” الكفار و اهل الكتاب و المشركين في النار” المرجع “القراءة من أجل التمكين، منهاج التقويم الأساسي للكبار، كتاب المتعلم مديرية محاربة الامية الرباط 2011“.

و قد سبق للسيد لمجلس السيد ادريس جطو ان ضبط اختلالات و اختلاسات في وزارة التربية الوطنية تخص البرنامج الاستعجالي في عهد احمد اخشيشن و عوض ان يكون امام المحكمة ها هو ذا يترأس اكبر جهة في المغرب، و للتذكير فهو من عرقل ادراج اللغة الامازيغية في التعليم، لغة  الملايين من المغاربة، التي أصبحت لغة رسمية بموجب دستور 2011 و التي لا زالت تراوح مكانها بسبب السياسة الاقصائية التي تمارسها الدولة ضدها، مما يساهم بشكل مباشر في اختفاء اللغة الأمازيغية “.

وبالتالي، تضيف رسالة الراخا :” فإن تبرعات الدول الأوروبية 28، وميزانياتها المخصصة للتعاون مع بلدان الجنوب، لا ترقى في الواقع الى النتائج المرجوة، كتحسين التنمية البشرية و تعزيز القليل من “التحول الديمقراطي” في دول شمال إفريقيا!  بل على العكس من ذلك ، فهي تساهم في زيادة أسلمة الدولة، مما ينذر بعدم الاستقرار الاجتماعي، ما ينتج عنه زيادة ظاهرة الهجرة !

وأرجع، رشيد الراخا، كل ذلك إلى “فشل نظام التعليم المغربي، القائم على “سياسة التعريب” ، التي لا تزال تستبعد اللغات الأم واللغات الأصلية، بدلا من تعميم تدريس هذه اللغات لأزيد من ستة ملايين طالب في المدارس العامة، ومحو الأمية لبضعة الملايين من البالغين، على النحو الذي دعا إليه البرازيلي باولو فريري وتوصي به هيئات الأمم المتحدة، بما فيها اليونسكو، الدولة المغربية ، التي تواصل الحفاظ على هذه الإيديولوجي الرجعية “للتعريب” الذي يتناقض تماما مع القيم الأصلية الأمازيغية”.

واسترسل الراخا في رسالته، قائلا :” إن وزارة المغاربة المقيمين بالخارج تواصل إرسال معلمين جدد إلى أوروبا لتدريس اللغة العربية فقط”. و”تقوم وزارة الشؤون الإسلامية بالشيء نفسه عن طريق إرسال أئمة ناطقين باللغة العربية والتظاهر بأن اللغة الأمازيغية ليست جزءًا من الهوية التعددية للمغاربة وأنها غير قادرة على نقل التعليم الديني”. بالرغم من أن الامازيغ هم من نشر المذهب المالكي الذي يعتبر أكثر التفسيرات الإسلامية اعتدالًا… و”هذا نتيجة لتصدير سياسة الاقتلاع الثقافي واللغوي للمغاربة في أوروبا والاستمرار في تعميق أزمة الهوية”.

وأضاف قائلا :”إن الأطفال و الشباب الأوروبيين من أصول أمازيغية، مدمجون بشكل سيء في مدرسة البلد المضيف، لأنهم لا يعرفون لغتهم وهويتهم وتاريخهم وحضارتهم الأمازيغية، بل فرضت عليهم لغة أخرى، وهي اللغة العربية الفصحى، وهذا ما يجعل  الشباب بدون هوية واضحة؛ إنهم لا يعرفون ما إذا كانوا “أوروبيين” أو “عرب” أو “أمازيغ”. شباب ضائع، متمرد ينتهي المطاف بأغلبيتهم  في ارتكاب الأفعال الجنحية والجنائية، و يصبح البعض منهم هدفًا للخطباء السلفيين في السجون الأوروبية!”

ولفت رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، أنظار البرلمانيين الأوروبيين الى ان” حل أزمة الهوية التي يعاني منها شباب شمال إفريقيا والشباب الأوروبي من أصل مغاربي بصفة عامة، هو في انجاح برامج محو الأمية للكبار في شمال إفريقيا باللغة الامازيغية لغتهم الأصلية، وتدريس اللغات الأم في المدارس. كما “أوضحت ذالك أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو بمناسبة اعلان سنة 2019 ” السنة الدولية لغات الشعوب الأصلية: “هدف التنمية المستدامة هو عدم ترك أي شخص خلف الركب و من الضروري أن تحصل الشعوب الأصلية على التعليم بلغاتها الام، لهذا السبب ، في هذا اليوم الدولي للغة الأم، أدعو جميع الدول الأعضاء في اليونسكو وشركائنا و الفاعلين التربويين في مجال التعليم إلى الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية وإعمالها “.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading