يقف المجتمع الدولي في مثل هذا اليوم 5 أكتوبر2015 من كل سنة، وقفة إجلال وإكبار ليوجه لكل نساء ورجال التعليم في أنحاء المعمور رسالة محبة واعتراف بجليل الأعمال وجدية الالتزام في أداء الواجب المهني بما ينمي قيم المواطنة ويساهم في بناء المجتمعات الإنسانية ورقي الحضارات.
إنها لحظة تاريخية تكتسي دلالات رمزية متعددة الأبعاد، باعتبارها محطة تربوية نستحضر فيها جميعا معاني النبل والتضحية وسمو الرسالة التربوية التي يضطلع بها نساء ورجال التعليم الذين لا يدخرون أي جهد في استجلاء أفكار الناشئين والشباب وإيقاظ مشاعرهم بالمحبة والاحترام وتنوير عقولهم وتنمية مداركهم ،وبهذه المناسبة قررت أن أوجه هذه الرسالة إلى أستاذي العزيز الذي علمني منذ كنت صغيرا:
أستاذي العزيز
تحية طيبة وبعد
لقد أبيت إلا أن أكاتبك اليوم بمناسبة اليوم العالمي للمدرس ،بهده الكلمات المتواضعة تعبيرا عما يخالجني من تقدير ومحبة وعرفان اتجاهك ،لأنك علمتني ولقنتني أشياء كثيرة لازلت أحفظها وتركت بصماتك على جزء من حياتي ،لذا أتقدم لكم اليوم بتحيات الإكبار والإجلال لنكرانك لذاتك ولتضحياتك الغالية في سبيل المهنة المقدسة التي اخترتها عن طواعية وطيب خاطر كما قلت لنا وقطعت وعدا على نفسك كما صرحت لنا أن تضحي في سبيلها بكل عزم وتفان وإيمان.
لقد تتلمذت على يديك سنوات فوجدت فيك مثالا حيا للأستاذ العالم الفاضل الذي تكامل تكوينه وانسجمت شخصيته وتوازنت معارفه وأخلاقه .كنا نحن التلاميذ ولازلت اذكر ننظر إليك وكأنك كائن سقط من السماء ونحرص دائما على السعي إلى التقرب إليك وكسب وذك وعطفك وكنت أنت تنظر إلينا جميعا بدون استثناء على أننا أبناؤك ،وتنظر إلينا نظرة حنان ورعاية أبوية كما تهتم بنا اهتماما متزايدا .تمد لنا يد العون والمساعدة وتواسينا في أحوالنا الصحية وتحل مشاكلنا الدراسية ،وتفتح معنا نقاشات كثيرة في ظروفنا الشخصية ..اذكر جيدا انك كنت بالإضافة إلى ذلك مصدر الهام ومعرفة للتلاميذ .
وقاموسا غنيا بالمعلومات والمعارف مكرسا كل وقتك في الفصل على تكويننا تكوينا سليما ينسجم مع هويتنا الحضارية وثقافتنا المغربية بجميع روافدها ،ومبادئها الإسلامية ،مجندا ليل نهار لمحاربة آفة للامية والجهل وهندامك المميز المكون من بذلة زرقاء وربطة العنق الجميلة فوقها وزرة بيضاء لاتفارقك حتى غذيت عقولنا وأرواحنا تغذية فيها خيرا عميما لنا وفيها حياة جميلة ،كما كنت بحق نموذجا يحتدى به آنذاك في أوساط رجال التعليم ومنبعا للتعليم والرعاية والتوجيه وهده شهادة مني لايمكن نكرانها .
أستاذي العزيز
كم كنت رائعا وأنا أتخيل اليوم صورتك أمامي حين كنت تشرح لنا الدرس بصوتك الجهوري الناذر مستعينا بحركاتك المتزنة وخطواتك الوئيدة لأنك كنت تخاطب وجداننا وفكرنا .كما هناك مسالة لايمكن أن اغفل الحديث عنها اليوم وأنا أتحدث عنك وهي خصالك الحميدة ومجوداتك التي بدلتها في سبيل إسعادنا وتعليمنا وإعداد الأجيال من التلاميذ وكذلك حثك لنا على النظافة والأناقة وابتعادنا على النميمة والغيبة ومعاقبتك لنا إن لم نمتثل لتعليماتك حتى عودتنا منذ صغرنا على النظافة وربيتنا تربية حسنة وكنت في كثير من أحلامي آنذاك اطمح إلى أن أصبح أستاذا في المستقبل نتيجة لتلك الصورة اللامعة والمشرقة التي كونتها عنك ولازالت ذاكرتي تختزنها إلى اليوم.
لذا فانا اليوم أقدرك فيك كل المجهودات التي بدلتها ،ومعترفا لك كل هده الخدمات الجليلة الخالصة ،ورعيا لك ولأمثالك من رجال التعليم الذين يعملون لتحقيق أهداف بلدنا ،مع متمنياتي لكم بموفور الصحة والعافية وبمزيد من العطاء والصمود . والله الموفق والسلام عليك ورحمة الله.
بازغ لحسن
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.