رسائل كورونا التي لم تصل

أزول بريس-عبد السلام الورداني

كورونا قبل أن يكون وباء ، فهو تحول شامل مزلزل للإنسانية في نمط حياتها ، نظامنا الرأسمالي الذي ” انتهى إليه التاريخ ” حسب بعض منظري الرأسمالية باسم العولمة أو الحضارة الإنسانية انحنى أمام الوباء وتهاوى صخب الشوارع وسكنت أصوات الالات وعادت السماء لساكنيها من الطيور والحشرات بعد أزيد من قرن من منافسة الالات لها تطير بجانبها .
دخل الإنسان منزله خائفا من المجهول ، من الوافد الجديد المستجد ، الغامض ، القاتل . لم يكن أحد ليتوقع توقف الحياة وتباطؤ سرعة الوقت .
زار الوباء أقصي الأرض ووصلت رائحة الموت إلى أقصى وأدنى الأرض . تغيرت عاداتنا وسلوكاتنا قسرا ولم يتغير ما بأنفسنا ، لم نتوقف لنتامل ماذا حدث ونعيد قراءة دروس كورونا ، لم تهدأ السرعة والمادة والالة التي أصبحنا نشبهها بداخلنا وكأن المادة استحوذت علينا ولن تفارقنا الا بعد تهلكنا .
لم نبحث في دواخلنا عن النصف الثاني في تكويننا : الروح والطبيعة والسجية والبساطة والإيمان . استقوينا بما نعلم بعد أن ظننا اننا قادرين على الحياة، ولم نتعلم ان نحترم الحياة ونزرع بذور الانسانية الحقة العادلة ونحقق مقاصد الأمانة التي قبلناها ، بل حققنا وصف الخالق فكنا ظالمين وجاهلين والجهل هنا بمعنى الإستكبار والإفساد .
كورونا لم تكن صدفة ولم تكون ، كورونا جزء من تطور السلوك الانساني المادي الذي يسير به نحو الهاوية ويقرب نهاية لابد أن تحدث بحكم الدين والمنطق والواقع والعلم ….
فهل من معتبر