رائحة البحر.. شواطئ أنزا الجميلة

بقلم ذ.الفنان عمر أيت سعيد//

كعادتي الجميلة في مدينة أكادير، قرب سواحل أورير، زرت المقهى المطل على البحر، المسمى بمقهى الدينصورات وقد سمي بذلك الاسم لكون الذاكرة الجماعية والثقافية تحكي عن مرور الدينصورات عبر الحقب الغابرة في المنطقة واعتقادهم الراسخ بوجود أثار لأرجلها على مشارف البحر .
وأنا أحتسي قهوتي كالعادة ملكتني رغبة وفضول للكتابة وفي الأن نفسه أحاول أن أكتب دون موضوع ، دون قواعد ، دون قيود ، سأكتب فقط لأصف لكم رائحة البحر . كلما اقتربت منه أحس بانتعاش الهواء أولا ثم بعظمة هذا البساط الأزرق ان توافق العلماء عن كون لونه أزرق وإن لم يتوافقوا فذلك شانهم ، ما يهمني أنا هو أن انقل اليكم عظمة هذا النسيم ورطوبته التي تدخل عبر الأنف لتنعش العقل وتزيده غبطة وسرورا .أتأمل في البحر فإذا بأمواجه تحكي قصصا ، قصص نوح وفرعون وقصص التيتانيك روز وديكابريو، قصص العنف والموت وقصص الحب و الحياة ، فهذا البساط الأزرق كما يعطي الحياة بعطائه الوفير من الاسماك والأحجار الكريمة فهو قادر على دفن الأرواح على القوارب الهاربة من ضيق العيش في بلدانها .
وبالموازاة أحس بأن هذه الأمواج تعزف ألحانا ، فهي موسيقى كالأوثار تعزف الرياح عليها ، تارة بالحان عذبة وأخرى بألحان لا نفهم معانيها . البحر عالم عميق . تسكنه الأسرار و يسكن الأسرار . لكنه رمز للعطاء يرطب اليابسة ويحمل على ظهره البواخر والبوارج .
أحب رائحتك يا بحر فهي تنعش أعماق روحي وأمواجك تعزف على وجداني وعمقك يجعل خيالي يقضا وربما يبعث فيه بذور الإبداع و العطاء ، دمت نظيفا ورائعا يا بحر ، ودمت رفيقا و أنيسا لليابسة .
بقلم ذ.الفنان عمر أيت سعيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد