سعيد بلغربي إسبانيا//
تعفن
أطل من الشرفة إلى الشارع وفي يده كأس شاي وسجارة ملفوفة بتبع رديء. لمح جارته الغجرية وهي تبحث عن شيء ما بداخل حاوية الأزبال. نادى على زوجته لترى ما يحدث. كانت الصدمة قوية ليطو وهي تتلصص على الغجرية الشقراء، تُخرج من الحاوية تفاحة يبدو أن نصفها متعفن؛ فقضمت النصف الآخر بعد أن مسحته بكفها.
في إستغراب حملقت “يطو” في وجه زوجها، وهي تسترجع ذكرياتها في “ميدلت” حيث التفاح لا يلتفت إليه أحد لكثرة أغراسه. كادت السجارة أن تحرق أصابع الزوج. يطو تلمح الغجرية من جديد وهي تلتقط من الحاوية لعبة أطفال مستهلَكة، تقلّبها بتأن، تحاول أن ترى إن كانت صالحة للعب، فصغيرها يُمنِّي هدية رأس السنة. وضعت اللعبة في حقيبتها. تأفف الزوج في عمق: إسبانيا إنتهت صلاحيتها، لم يعد لنا هنا موطئ قدم في بلد أصبحت فيه أزباله موائد لأبنائه وسعادة لأطفاله.
حظ عجوز
عند باب مقر بيع اليناصيب يصطف طابور من العجائز، يتمتمون فيما بينهم بحديث ممل إلى درجة الغثيان، كلام عن أصول الكلاب، وعن حظ غير موفق وأحاديث عن أهداف برشلونة وتداعيات الأزمة.. همس لي صديقي وهو يتصفح وجوههم المتعبة: هيا بنا نرحل؛ فالحظ هنا يبدو عجوزا.
إندماج
نهرت يطو إبنها بسبب تلك الحلقة التي زين بها أحد أذنيه، إستشاط الصبي من موّال أمه القديم والمتكرر، لم يجد الغبي أمامه سوى هاتفه الذكي ليضرب به الأرض محتجّا، خرج وهو يزمجر من شدة الغضب. بعد أن إتصلت بها مصلحة الطوارئ الإجتماعية موبخة إياها على تصرفها الغير الحضاري تجاه صبي يافع، وافقت الأم على الفور أن يعود إبنها إلى المنزل حتى ولو بقرطين في أذنيه وآخر في أنفه.
سراب
تبعد المدينة التي أشتري منها اللحم الحلال مسيرة ربع ساعة على دراجة هوائية، في كل مرة أركب فيها هذا الهيكل الحديدي إلاّ وأتحسر على أيام سيارتي الفارهة، كلما إلتقيت بأناس كانوا مثلي وأصبحوا اليوم مثلي، وهم يتسوقون على دراجاتهم الهوائية، إلاّ وتظاهروا أمامي وكأنهم يمارسون رياضة كانوا في الأمس القريب لا يمارسونها.
تْشَتَارَّا أدمية أو حوار دبلوماسي
قال المغرب لإسبانيا: ترابي أصبح مزبلة لنفاياتك الكثيرة، لا أريد مزيدا من تْشَتَارَّاتك (مخلفاتك) الحديدية على أرضي.
قالت إسبانيا للمغرب: أما أنا فلا أريد مزيدا من تشتراتك الأدمية، وشكرا.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.