اكليد عبد الحق ايت إسماعيل//
لم أكن أود أن أساهم في النقاش الدائر حول تصريحات النائب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية المقرئ أبو زيد لولا محاولة بعض المقربين منه تبرير أقواله و لتوضيح الرؤية لهؤلاء صديقكم اختار السعودية بالمناسبة لإطلاق العنان للسانه بكل حرية ليبوح بما يدور في نفسه بدون عقد لأنه نفسانيا يحس بأنه بين أهله و من يستحق أن ينتمي إليهم قد تكون تصريحاته في هذه الظرفية بالذات مقصودة و قد تكون عفوية عبر من خلالها عن نفسيته المريضة و التي تستدعي تدخلا عاجلا من المتخصص في علم النفس الدكتور سعدا الدين العثماني لعله يفلح في سبر أغوار نفسية زميله و يشخص مكامن الخلل و العقد التي علقت بذهنه منذ الطفولة حين كان يحمل دفتره ذو الخمسين صفحة إلى بقال الحي و ينتظر دوره مع أقرانه ليملئه السوسي بمجموعة من الجداول و الأرقام و الطلاسم و كم تكون نفسيته مهزوزة حين يتأخر الأداء فيضطر السوسي إلى إطلاق لسانه السليط بالانتقاد كلمات من قبيل ‘ماعنديش قول لباك اجي اخلص هادشي راه بزاف ‘ او أي إشارات بالتذمر منه تجاه والده تبقى عالقة في ذاكرة الطفل الصغير الذي سيكبر يوما ليثأر لكرامة والده المهدورة على يد البقال السوسي
لفهم نفسية العنصري اذكر هنا أن العديد من مراجع علم النفس تشير إلى أن التعصب “ظاهرة اجتماعية لها بواعثها النفسية” وبالتالي فيمكن أن تتعدد مظاهرها بدون أن يغير ذلك من ظاهريتها الاجتماعية البحتة، فالتعصب الديني مثلاً لا يختلف في شيء البتة عن أي تعصب آخر سواء أكان قومياً أو طائفياً أو قبلياً أو وطنياً أو مناطقياً أو عرقياَ، فكلها صور وتشكلات لظاهرة اجتماعية واحدة لكل صورة منها بواعثها النفسية الداخلية، ومن هذا المنطلق – أعني اجتماعية ظاهرة التعصب – فقد تناول علم النفس الحديث الاتجاهات التعصبية على أساس دراسة جذورها ومكوناتها البيئية والثقافية التي عملت على تعميقها وتضمينها (اللاشعور) الفردي، وهو ما يعني أنها ليست صفة بيولوجية تنتقل تأثيراتها عبر المورثات الجينية من جيل إلى جيل، إنها ببساطة شديدة ظاهرة من ظواهر الاجتماع البشري يستطيع الناس اكتسابها وفق شروط ثقافية واجتماعية معينة
المقرئ أبو زيد تكلم بغير قصد ربما و أفصح عن انه يمتلك نسقا قيميا أفضل من الآخر أو يحمل دما متميزا عن الآخر أوهوية او لغة أو دينا أو ثقافة أو رأيا أنبل وأحسن فهو الجواد الكريم و الآخر هو البخيل الشحيح فهو يؤمن انه هو الحق والحقيقة وما عداه باطل فهو السيد والعرق المعين حسب تعبيره هو العبد وهو المركز الآن و غريمه أيام الطفولة هو الهامش حاليا وهو المقدس والأخر المدنس …..
لو غيبنا كل هذه المعطيات و أراد الداعية التنكيت فما أعلمه هو أن الأدب العربي مليء بقصص أشعب البخيل و دلام الطفيلي الذي لا يثق حتى في ثيابه فالنكتة التي لم تضحك الحضور العربي نكتة مستنسخة عن قصص أشعب الذي كان يأكل الطعام أمام المرأة ليتأكد بأنه هو من يأكل و ليس شخصا أخر و لو ذكر السيد النسخة الأصلية أنا على يقين أن المعنى سيكون أوضح لكن رغبة نفسية دفينة تحدثت بلسان الأستاذ الجامعي و النائب البرلماني لتخبر القاعة انه مختلف عن عرق معين يعيش هناك في بلاد البربر
أما المدافعون عنه فمهمة الدكتور العثماني ستكون عسيرة لسبر أغوار نفسيتهم فأصعب جبهات علم النفس هي سيكولوجيا الجماعة و لمساعدة الدكتور في تصنيف القطيع المطبل لتصريحات أبو زيد و مباركتها فهم بلا شك نواة جماعة تدميرية نظرا لانعزاليتهم عن الواقع و تغريدهم خارج السرب و من مميزات هذه الجماعة السيكولوجية
أولا الاكتفاء بمصادر المعلومات لدى الجماعة والتعصب الشديد , رفض النقد ، الإيمان المطلق بانحراف الأنساق والمعتقدات المعرفية المغايرة وجمود النسق المعرفي.
ثانيا الانفعالية، ومن ابرز تمظهراتها لديهم : بناء آلية للتقييم تستند إلى رفض الآخر تنميط الأعضاء على السلوك التجنبي للآخر وبناء آليات تزيد من شحنات التوتر الانفعالي تجاه الآخر سواء عبر الخطاب أو السلوك أو الطقوس.
ثالثا سلوك العدوان العدائي (وهو أنقى أنواع العدوان وليس له من غاية سوى إيقاع الأذى بالآخر) وصولا إلى تدمير الآخر وتدمير الذات.
لمحاربة هؤلاء جميعا علينا أن نعيد تعريف مفهوم الإنسان والمعيار الذي يصنع الفارق بين شخص والأخر على أساس منطقي لكي نبني مجتمع ناجح يملك القدرة على الاستمرار نحو العالم المنفتح وعندما تكون قواعد المجتمع صحيحة ومتماسكة وذو إنتاجية هنا تنهض ثقافة الشعب نحو الطريق الصحيح لكي يراها العالم بعين الصواب ستكون معركة شرسة لأنهم يريدون من الآخر المختلف أن يكون نسخة طبق الأصل منهم بالإضافة إلى خوف مرضي من اكتشاف قيم الخير والنبل من خارج دائرتهم ومن تم يعملون على رفض هذا الآخر ولا يقرون بوجوده و نفيه ماديا أو رمزيا؟؟؟؟
ما أحوجنا إلى عيادات نفسية متخصصة في إعادة إدماج هؤلاء العنصريين في مجتمعنا لننتصر للإنسان أولا وأخيرا… الإنسان أولا وثانيا وأخيرا ودائما وأبدا
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.