دعوة المجتمع المدني والحقوقي إلى التعبئة من أجل المطالبة برفع براءة الاختراع والملكية الفكرية عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا
أزول بريس – المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة تدعو المجتمع المدني والحقوقي الى التعبئة من اجل المطالبة برفع براءة الاختراع والملكية الفكرية عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من اجل توفير اكبر عدد من جرعات اللقاح الامنة والفعالة وذات جودة لأكبر عدد من الناس وفي اسرع وقت
*********
منظمة التجارة العالمية تسمح بهذا الرفع المؤقت في حالة وقوع حدث خطير، من خلال استخدام أحكام الاستثناءات العامة لاتفاقات التجارة العالمية ضمن وسائل حمايـة حقوق الإنسان ، تسمح بدلك للـدول الأعضاء باتخاذ إجراءات لحماية القيم الأخلاقية العامة وحياة الإنسان أو صحته والنظام العام لوقف العمل بالبراءة
********
يستمر فيروس كورونا سارس كوف 2 ، في حصد الأرواح والضحايا يوميا عبر العالم وقد أودت هده الجائحة الفتاكة بحياة اكثر من 3.2 مليون شخص في انحاء العالم ، مند ظهوره لأول مرة في يناير 2020 وقد كشفت دراسة أمريكية ان عدد الوفيات بسبب كورونا فيروس عالميا قد تكون ضعف الأرقام الرسمية الحالية .
لقد انتشر فيروس كورونا في ووهان الصينية، ووصل خلال أقل من ثلاثة أشهر إلى جميع دول العالم تقريبا. وحتى الآن لا يوجد عقار طبي يقضي على الفيروس ويمنع انتشاره. فوفق بيانات رسمية تعتبر الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا بحوالي 580 الف وفاة تليها البرازيل بأكثر من 414 وفاة و سجلت الهند رسمياً أكثر من 200 ألف وفاة و18 مليون إصابة كورونا، رغم أن خبراء يعتقدون أن الحصيلة أكبر بكثير. والبلاد الهند بحاجة ماسة إلى المزيد من الأكسجين من دول أخرى. حوالي 230 مليون هندي صاروا فقراء بسبب الوباء العام الماضي، والشباب والنساء هم الأكثر تضررا، وتهدد الموجة الحالية بتفاقم المأساة الاجتماعية ويعزى ارتفاع عدد الوفيات إلى “النسخة الهندية”، التي أكدت منظمة الصحة العالمية أنها رُصدت في 17 دولة على الأقل بما في ذلك فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وبلجيكا وسويسرا وإيطاليا، حيث سجلت فيه الهند عددا قياسيا من الوفيات والإصابات جراء الموجة الوبائية التي تجتاحها حيث تواجه طفرة وبائية أدت إلى وفاة مرضى في الشوارع وعلى أبواب المستشفيات بسبب نقص الأسرة والأكسجين الطبي
وبحسب منظمة الصحة العالمية أن الأسوأ قادم، وان الموجة الثالثة “حتمية نظرا لارتفاع مستويات انتشار الفيروس واستمرار حصد المزيد من الأرواح بسبب تباطئ انتاج اللقاحات وحرمان مواطني عدة دول فقيرة وذات الدخل المتوسط منه بسبب الأسعار والاحتكار من طرف الدول الكبرى، وعدم قدرة نظام او برنامج “كوفاكس” الاستجابة لكل طلبات الدول الفقيرة والمتوسطة ، وهو ما اثار من جديد موضوع “رفع براءة الاختراع ” وهده المرة عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ، لتمكين مختبرات الادوية عبر العالم ،من تصنيعها حاجياتها للتطعيم الجماعي ، وهو ما دفع الهند وجنوب إفريقيا الدولتان المتضررتان اكثر لتقديم طلب لمنظمة التجارة العالية للرفع المؤقت لبراءات الاختراع عن اللقاحات من أجل التمكن من تسريع الإنتاج، طلب انساني استجابت له الرئيس الأمريكي بإعلانه عن تنازل الولايات المتحدة عن براءة اختراع لقاحات مضادة لفيروس كورونا، ولقي القرار الأمريكي ترحيبا كبيرا من عدة دول و منظمات دولية امنيستي انترناسونيال وأطباء بلا حدود ، ووصفته منظمة الصحة العالمية ب “قرار تاريخي” كما اعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية القرار ب”لحظة مفصلية في المعركة لإنهاء الجائحة؛” كما أشاد الاتحاد الافريقي بموقف الرئيس الأمريكي . واعتبر قرارا متطور جد لصالح الإنسانية من طرف روسيا ، وبالمقابل اعترضت عليه بعض الدول الأوربية حماية لمختبراتها التي تجني ملايير الدولارات على حساب أرواح ملايين البشر من الفقراء والمرضى والمسنين وغياب العدالة في الحصول على جرعات اللقاحات المضادة للفيروس لتطعيم المواطنين خاصة الدول الفقيرة والافريقية وبالمقابل لقي قرار الإدارة الامريكية معارضة قوية من المانيا وفرنسا التي اقترحت بدل دلك بتقديم هبات للدول الفقيرة صدقة كما لقي معارضة شديدة من شركات الادوية ووصفته انه مخيب للآمال وحدرت من كونه سيعيق الابتكار
وفي هدا السياق لابد من الإشارة الى أن نصوص منظمة التجارة العالمية تسمح بهذا الرفع المؤقت في حالة وقوع حدث خطير، من خلال استخدام أحكام الاستثناءات العامة لاتفاقات التجارة العالمية ضمن وسائل حمايـة حقوق الإنسان ، تسمح بدلك للـدول الأعضاء باتخاذ إجراءات لحماية القيم الأخلاقية العامة وحياة الإنسان أو صحته والنظام العام لوقف العمل ببراءات اختراع وفي هدا الاطار “تسـمح المادة 27/2 للبلدان الأعضاء بأن تستثني ابتكارات من أنظمتها الخاصة بـبراءات الاخـتراع عندما يكون ذلك “ضروريا لحماية النظام العام أو الأخلاق العامة، بما في ذلك حماية الحياة أو الصحة البشرية أو الحيوانية أو النباتية أو لتجنب الإضرار الشديد بالبيئة، شريطة أن لا يكون ذلك الاستثناء ناجما فقط عن حظر قوانينها لذلك الاستغلال“
فرغم انه لاتزال لبراءات الاختراع آثار حادة مهددة للحياة من حيث إمكانية الحصول على الأدوية: لقد حدد اتفاق الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (TRIPS) معايير الحد الأدنى لحماية حقوق الملكية الفكرية، بما في ذلك الأدوية. تعطي براءات الاختراع الحق الحصري لشركات الصناعات الدوائية بتسويق منتجاتها وتحديد أسعارها لفترة ( في معظم الأحيان) طويلة من الوقت. وهذا يسمح للشركات باحتكار وإقصاء أو تأخير المنافسة لمدة 20 عاماً كحد أدنى بما في ذلك من قبل الشركات المصنعة للأدوية الجنيسة غير محدودة الملكية ذات التكلفة الأقل.
وللتخفيف من الآثار السلبية لحقوق الملكية الفكرية، قامت منظمة التجارة العالمية في العام 2001 بتبني إعلان الدوحة بشأن الاتفاق المتعلق بالجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية وبالصحة العامة (المعروف بإعلان الدوحة). وهذا يؤكد أن الاتفاق المتعلق بالجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية وبالصحة العامة “يستطيع وينبغي أن يُفهم ويُنفذ بطريقة تعزز حقوق أعضاء المنظمة بحماية الصحة العامة ولا سيما تعزيز إمكانية جميع الأفراد في الحصول على الدواء”.
وقد عرف العالم تجارب سابقة مهمة في تعليق او رفع قيود برءاة الاختراع والملكية الفكرية المتعلقة بصحة وحياة الانسان منها معالجة الحواجز التي تقيمها الملكية الفكرية لضمان إمكانية الحصول على العلاج لجميع المتاعيشين مع فيروس نقص المناعة البشري. الايدز من اجل توفر العلاج والتشخيص لفيروس نقص المناعة البشري والعدوى المرافقة وإمكانية الحصول عليه بأسعار معقولة في البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة؛ ولجات جنوب افريقيا والبرازيل الى المواجهة مع الشركات المتعددة الجنسية المصنعة للأدوية من خلال جمعيات المرضى لصناعة وإنتاج محلي لأدوية جنسية بأسعار في المتناول في الهند، استطاع المصابون بفيروس نقص المناعة البشري النجاح في معركتهم مع براءة الاختراع
كما عرف المغرب ومصر نفس الإشكالية بخصوص فيروس التهاب الكبد الوبائي سي ، يقتل ما يزيد عن 350 ألف شخص سنوياً ويقدر عدد المصابين بفيروس الكبد الوبائي س بالمغرب ب 600 الف مصاب وقد تم اكتشاف دواء نتائجه تصل الى 90 في المائة للشفاء لكن سعر العلاج، الذي تبلغ مدته 12 أسبوعا في الولايات المتحدة، يصل إلى مائة ألف دولار. وقد تمت صناعته بمختبر مغربي باقل بستين مرة مقرنة مع سعره بالولايات المتحدة الامريكية واقل من ثلاثين مرة من فرنسا ورغم دلك لازال سعره مرتفعا بالنسبة للمغاربة بسبب ضعف القدرة الشرائية وقد تم تحدي\ سعر الدواء الجنيس او المكافئ ب 11600 درهم تم الى 3000 درهم
ان الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة التي كانت قد راسلت منظمة الصحة العالمية من اجل مجانية اللقاح ضد فيروس كورونا سنة 2020 ، لتحيي عاليا الموقف و القرار التاريخي للإدارة الامريكية القاضي بتنازل الولايات المتحدة عن براءة اختراع لقاحات مضادة لفيروس «كورونا»، و تعليق العمل بقانون حماية الملكية الفكرية المتعلق بهده باللقاحات المضادة لكوفيد -19 ودعوة العلماء الذين أنتجوا لقاحات كوفيد-19 الالتزام بحماية الأرواح البشرية ،مما يمكن كل مختبرات الأدوية في العالم من تصنيع اللقاح بدون مقابل. وه الحل الدي سينهي وفق خبراء النقص في الإمدادات بشكل كبير
ان الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة تدعم فيه مطالب التخلي عن حقوق براءة الاختراع المتعلقة بلقاحات فيروس كورونا، وذلك من أجل توفير الحماية لجميع سكان العالم. باعتبار إن سرعة تطوير لقاحات فيروس كورونا تعد إنجازا علميا باهرا للإنسانية، ولكن الأداء الاجتماعي والاقتصادي لعملية التلقيح لم يكن في مستوى الإنجاز العلمي. وأن اعداد كبيرة من الأشخاص عبر العالم و الأكثر عرضة للمرض لا أمل لهم في الحصول على اللقاح الذي يحميهم من الفيروس. وعليهم الانتظار لسنوات أخرى لدلك إن تخفيف قيود براءة الاختراع سيحفّز إنتاج لقاحات منخفضة التكلفة، ما يساعد البلدان الفقيرة التي تكافح من أجل تحصين شعوبها.على انتاج او الحصول على الجرعات الكافية
إن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة، لكنها ليست اهم من حياة البشر فالعالم يعيش ازمة صحية استثنائية واسوء جائحة مند قرون أودت بحياة ملايين من البشر ولازالت تحصد الأرواح بالألاف يوميا ولم تتمكن المختبرات من انتاج الكميات المطلوبة للتطعيم وتحقيق مناعة القطيع في اغلب دول العالم ازمة تستدعي التعبئة والتضامن العالمي واتخاد كل الاجراءات من شانها الحد من انتشار الجائحة وازهاق الأرواح وبالتالي فتح المجال امام كل المختبرات دات الصفة والمعتمدة دوليا في جميع البلدان من طرف منظمة الصحة العالمية من انتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وفق معايير الجودة والفعالية والأمان وقد حذر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا الخميس من خطر حدوث موجة جديدة لانتشار فيروس كورونا في القارة بسبب التأخير المتزايد في حملات التطعيم بالمقارنة مع بقية العالم.“بسبب تأجيل تسليم جرعات لقاحات كوفيد-19 التي يصنعها معهد سيروم في الهند لإفريقيا، وبطء نشر اللقاحات وظهور متحورات جديدة، ما زال خطر حدوث موجة جديدة من العدوى مرتفعا في إفريقيا“. وأن إفريقيا “لم تعد تمثل سوى واحد بالمئة من جرعات اللقاحات التي يتم إعطاؤها في العالم، مقابل 2 بالمئة قبل اسابيع“. ففي الوقت الدي يتفشى فيه الفيروس في كلّ الدول النامية تخفف الدول الأوربية القيود الصحية وترتفع بشكل جنوني إيرادات خيالية من اللقاحات على سبيل المثال “فايزر” ترفع توقعاتها إلى 26 مليار دولار
وبناء عليه فان الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة تعتبر ه\ه القضية مسألة حياة أو موت يواجهها جميع أفراد المجتمع. لدلك تدعو جميع الجمعيات الحقوقية و الإنسانية إلى التعبئة و الدفاع عن إصلاحات تطال القوانين الخاصة ببراءة الاختراع وأنظمة التحكم والضغط على الحكومات من أجل الاستغلال التام للبنود المرنة في اتفاق الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية؛ ومن خلال مراقبة الآثار المتوقعة لمفاوضات اتفاقيات التجارة الحرة واتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة براءات الاختراع الضارة. وان نعارض ونحارب أن تصبح الأدوية واللقاحات محمية ببراءات اختراع تمتلكها الشركات متعددة الجنسيات.” وحث الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية على تعزيز إمكانية الحصول على الدواء واللقاح وفق لما جاء في إعلان منظمة التجارة العالمية حول الاتفاق المتعلق بالجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية والصحة العامة (إعلان الدوحة).” (بند 1.4 من جدول الأعمال، نقطة القرار 12، الاجتماع الرابع عشر لمجلس تنسيق البرنامج، 2003
والالتزام بإزالة العوائق التي تحد من قدرة البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة على توفير منتجات فعالة بأسعار معقولة لأغراض العلاج والوقاية وكذلك بالنسبة للتشخيص والأدوية والمستلزمات الضرورية والمنتجات الدوائية الأخرى
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.