محمد ادامغار//
حين تمت الدعوة لمسيرة 24 يوليوز اعتبر البعض الامر حركة انتحارية من تنسيقية قيد التأسيس وبناء الذات فيما رأى فيها اخرون مجرد لعب في الوقت الاضافي و انه “فات الفوت”…ولكن اصرار وعزيمة ثلة من المناضلات والمناضلين المؤمنين بشرعية القضية وبضرورة التحرك الميداني في الشارع اعطى درسا لكل المترددين والشامتين فكانت النتيجة شكلا نضاليا جماهيريا التفت حوله العديد من التنظيمات والهيئات والتنسيقيات واستطاعوا جميعا بتكاثفهم خلق الحدث في شوارع العاصمة في عز الصيف وخروج الناس للشواطئ والاستجمام.
الدرس الاساسي من مسيرة 24 يوليوز هو ان الوحدة النضالية والتضامن الحقيقي بين جميع المتضررين قادر على تحقيق ما قد يبدو مستحيلا في لحظات الياس التي استبدت بالجميع بعد الخدلان من الاحزاب والنقابات والحكومة والبرلمان وتواطؤهم بشكل او باخر في تمرير جريمة المس بالحق في التقاعد.
الدرس الثاني ان دورة كاملة من الحياة المؤسساتية للأحزاب والنقابات تشرف على نهايتها وان بإمكان اطر الوظيفة العمومية باختلاف مواقعهم المهنية والنقابية والسياسية ان يفتحوا بابا للأمل في امكانية بناء جبهة حقيقة للمقاومة المدنية قادرة على التصدي للمخططات النيوليبرالية الهادفة الى تفكيك منظومة الوظيفة العمومية المغربية استجابة لتعليمات مدام لاغارد وصندوق النقد الدولي.
الدرس الثالث ان المعركة لم تنته وان امكانية نجاح الضغط الجماهيري في اسقاط القوانين والمراسيم الماسة بالحقوق والمكتسبات لا زالت قائمة اذا تكاثفت الجهود وتم الارتقاء فوق كل الخلافات الثانوية والهامشية.
الدرس الرابع ان ادماج مختلف الملفات في جبهة واحدة للنضال من شانه خلخلة موازين القوى الحالية لهذا من الضروري صياغة ارضية مشتركة بين الرافضين للمس بالحق في التقاعد والمطالبين بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين والمطالبين بالإدماج في الوظيفة العمومية من اطر محضر يوليوز 2011 واطر البرنامج الحكومي لتكوين10 الاف اطار وكذا مختلف مجموعات وجمعيات المعطلين ويجب ان يتم ادراج مطلب الغاء مرسوم فصل التوظيف عن التكوين في قطاعي التعليم والصحة ضمن المطالب المستعجلة.
هذه بعض الافكار من وحي لحظات السير في المسيرة وكذلك لحظات الاستماع للمداخلات في المجلس الوطني للتنسيقية وايضا من خلال تتبع ردود الفعل المختلفة بعد نجاح المسيرة على “الفايسبوك” وهي طبعا تحتاج مزيدا من النقاش في افق بناء جبهة مدنية للدفاع عن منظومة الوظيفة العمومية المغربية
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.