تعد الحدائق والمجالات الخضراء المتنفس الوحيد لأي مدينة، حيث تضفي عليها منظرا ذو جمالية، كما توفر أيضا للزائرين والمرتادين لها راحة وطمأنينة، وتشكل لهم مجالا للفسحة والترفيه واللعب والتسلية .. خصوصا، فئة الأطفال الذين يجدون ضالتهم في الحدائق، كما تشكل نسقا بيئيا متكاملا ومتنفسا للسكان بمختلف أعمارهم، و يملأ فضاءاتها وأجوائها، وتصير مكانا للترويح عن النفس والاستظلال.
وبمريرت لما تطأ أقدامك الحديقة العمومية، التي لم يبق منها سوى الاسم، تحس وكأنك ولجت إلى مقبرة، رغم أن منظر بعض المقابر أحسن منها بكثير .. فلا ترى سوى ساحة جرداء لا أشجار ولا كراسي، وجنبات من الاسمنت المتآكل، وظلام دامس كأنها مغارة، يخجل المرء التوجه إليها.
ويعود سبب تدهور الفضاءات الخضراء بالمدينة إلى الإهمال من الماسكين بزمام الأمور في تدبير الشأن المحلي، فلا تغيير طرأ على الحديقة الوحيدة، سوى الخراب، مع تقاعس الجهات المعنية عن تنفيذ واجباتهم على الوجه الأكمل، لأن كل من أسند إليه أمر تسيير الشأن العام، إلا و يكون شعاره «أنا وبعدي الطوفان»
إن حالة الحديقة العمومية بمريرت المزرية، تدمي القلوب، كما أنها تعد اغتيالا لمعالم المدينة وأمكنتها، والسير بها إلى دوامة النسيان ..
فلا يخفى عن أي أحد دور الحديقة العمومية ومكانتها لدى الساكنة .. لكن، عدم الاكتراث جعل من هذه الحديقة مكانا للعبث في أبشع صوره، حيث لم يسبق للمجلس البلدي أن أخذ على مجمل الجد، أو درس الحالة الكارثية التي صارت عليها هذه الحديقة العمومية ضمن جدول أعماله ..
أين هو مشروع تهيئة هذه الحدائق العمومية وحمايتها ؟ أليس الأمر فشلا في تدبير المرفق العام ..؟ ألا ينم هذا الإهمال للحديقة والساحات العمومية عن انعدام الحس البيئي وغياب البعد الايكولوجي من عقلية المسؤولين في تسيير الشأن العام ..؟
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.