هم لا يخرجون من جحورهم إلاّ ليلاً.. كاللّصوص.. أوأكثر.. ولا يخرجون إلاّ لتدمير ونسف واغتيال كل ما هو جميل ونيّرُُ وساحرُُ في الحياة والطبيعة والمجتمع..
يصاحبون الظّلام ويكرهون النور والتنوير وشروق الشمس..
هي صفحات تاريخهم الملطّخة بدماء الأبرياء من المفكرين والعلماء وشهداء الحرية والتنوير.. والقيم الإنسانية.. وتلك أساليبهم في إسكات واستئصال وتشويه تاريخ الأفراد والأمم والشعوب.. لما فيه من إزعاج وفضح لمشروعهم التكفيري…كنتيجة طبيعية لهذا الكره الأبدي للحقيقة والتاريخ..
وتفسير موضوعيُُّ لهذا ( التلطيخ) الذي أطال لوحة شارع الفقيذ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بطنجة اليوم.. وهو فعل لا يترجم إلاّ بحقيقة واحدة ووحيدة.. هو أن الفقيذ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي أزعجهم وفي المقتل..
أزعجهم هذا الحب الاستثنائي الذي عبّر عنه الشعب المغربي قاطبة متوجعين في هذا الفقذ..
أزعجهم حجم المواساة ونوعيتها وقيمتها الاعتبارية من دول ومنظمات أممية وجموع أحرار العالم..
أصابهم الذعر والهلع حد الصّدمة من انتشار الخبر عبر وسائل الإعلام العالمية وبمنشيطات كبرى تبوأت صحف وجرائد وازنة عالمية…
والرصّاصة التى أخرجتهم كالعادة ليلاً للقيام بفعلتهم وبتلك الطريقة هي شخصية الفقيذ المجاهد.. التى تحوّلت إلى نمودج وصورة مثالية لما يجب أن يكون عليه المسؤول السياسي والوطني من قيم أخلاقية تضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اغراءات الذات وشهواتها.. وهو بهذه العفّة والزهد في المال العام يكون قد أفضح وعرّى بشكل غير مسبوق أسلوب هذه الجماعات التي تدّعي الطهرانية ولا تجد أي حرج في أن تلطّخ فمها بأكل السحت والحرام..
هذا ما يزعجهم.. ويشوش على مشروعهم التكفيري.. وللتنفيس على ذلك لطخوا أيدهم بما لايذكر حين لم يستطيعوا أن يلطّخوا وجه التّاريخ. (ولن يستطيعوا)..
أمّا الفقيذ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي فقبل أن يكون اسم شارع بمدينته.. هو مجموع شوارع في شرايين كل المغاربة وأحرار العالم… وبهذا البصمة الكبيرة التى تركتها إلى جانب رموز وطنية أخرى في تاريخنا الحديث..
فقد تسمح الطبيعة لبعض الحشرات أن تعضّ جواداً أصيلا…
نعم.. لكن لن تسمح الطبيعة للحشرة أن تتحوّل إلى جواد أصيل..
أبداً.. فذلك ضد منطق الطبيعة والتاريخ والأخلاق..
لذلك لا يتسلّلون إلاّ ليلاً… ونحن نيام..
كما تسلّلواْ – ومنذ زمان- لاغتيال الشهيد عمر بنجلون.. رفيق المجاهد
ومنذ زمان.. بيننا وبينهم جثّة الشهيد عمر بنجلون واليوسفي وغيرهم من أحرار العالم..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.