مراسلة خاصة من تارودانت //
بعد أسابيع من حادث مقتل الطفل اليتيم الأب عبد الجليل عبيلوش داخل الة لخلط الإسمنت بمعمل للاجور بجماعة فريجة باقليم تارودانت، استعادت أمه المكلومة وعيها من صدمة مصابها، وبدأت تستوعب مدى الاستهتار بحياة ابنها من طرف مشغليه باستغلالهم له في أعمال شاقة تفوق طاقته وبافلاتهم من المحاسبة والعقاب ، وقد وجهت الأم شكاية للوكيل العام للملك لدى استئنافية أكادير هذا نصها:
“سيدي الوكيل العام للملك ، أتشرف بالتوجه الى سيادتكم بشكايتي هذه حيث أني أرملة فقيرة رزقني الله بطفل وحيد اسمه قيد حياته عبد الجليل اعبيلوش يبلغ من العمر 14 سنة ويدرس بالقسم السادس ابتدائي، وقد كان المشتكى به (ج. أ.) يستغل فقر و يتم ابني القاصر و يغريه ببضع دراهم لتشغيله بمعمل للاجور في ملكية المشتكى به الثاني (م .أ.) فيقوما بتكليفه بمهام تفوق طاقته وسنه ويعرضانه لأعمال خطرة ، وأني لطالما اشتكيت منهما وطلبت منهما عدم استغلال ابني والهائه عن دراسته، غير أنهما أصرا على استغلاله في جمع قطع الأجور وتحميلها وتنظيف الألات، وفي مساء يوم الجمعة 15 ماي 2016 فوجئت بعدد من ساكنة الدوار تتجمهر أمام بيتي حيث أخبروني أن مكروها أصاب ابني عبد الجليل في ذلك المعمل منذ ساعات ، ورافقوني الى معمل المشتكى به (م.أ.) حيث وجدت عناصر القوات المساعدة و الدرك الملكي تطوق المعمل وأخبرني أحدهم أن ابني قد قُتل، فأصبت بصدمة شديدة نقلت على إثرها للمستشفى الإقليمي بتارودانت ، وعدت الى البيت في حالة يرثى لها من هول المصيبة ، وقد أبلغني أخي خالد المناني أن جثة ابني عبد الجليل تم التستر عليها لمدة و بعدها تم نقلها مباشرة الى اكادير، لأظل على حالتي تلك الى يوم السبت 16 ماي 2016 حيث زارني المسمى (ع .أ.) وهو من عائلة المشتكى بهما وقد طلب مني التنازل عن القضية حتى يتم إطلاق سراح المعتقلين المتهمين بقتل ابني كما صرح لي أنهم عائلة ميسورة لها يد طولى مع جميع المسؤولين وأنهم قادرين على شراء البراءة لابنهم، فرفضت التنازل وأصررت على رؤية فلذة كبدي ، فعاد يوم الأحد 17 ماي 2016 ليصطحبني الى مستشفى الحسن الثاني باكادير حيث مكنني من الدخول الى مستودع الأموات ورؤية ابني فأغمي علي وأصبت بانهيار عصبي و لم أكن في كامل وعيي لأيام بعدها بقيت أردد فيها عبارات الحسرة على ابني ورغبتي في حضنه واسترجاعه ، وصباح يوم الإثنين 18 ماي 2016 عاد (ع .أ.) بمعية مجموعة من الناس من بينهم أبي وحملوني الى مقر جماعة افريجة حيث وجدت أمامها سيارة الإسعاف التي ستحمل إلي جثمان ابني، لتزداد حالتي سوءا بعد رؤيتها، حينها خرج موظف من الجماعة يحمل كتابا وقام بأخذ بصماتي للتوقيع عليه دون أن أعلم مضمونه والغاية منه ، فقد تم إيهامي تلك اللحظة أن توقيعي سيسرع عودة جثمان إبني. وقد أخبرت بعد استعادتي لكامل وعيي أنني تنازلت عن حقي في متابعة قتلة ابني وأنه لا أحد سيتحمل مسؤولية مقتل ابني الوحيد . إنني أم مكلومة في وحيدها، حالتي الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم، فلا أستطيع النوم ، صورة ابني لا تفارق مخيلتي ، ولا أستطيع تحريك بعض أطراف جسمي وقد ظهرت علي بعض التشوهات عللها الطبيب بمرض عصبي ، كما أنني امرأة أرملة فقيرة لا أملك ما أسد به رمقي أو تغطية مصاريف تطبيبي.”
وقد طالبت الأم بتقديم الجناة للمحاكمة وأصرت على متابعتهم قضائيا.
التعليقات مغلقة.