لايختلف اثنان في كون الخطاب الملكي للسابع عشر من اكتوبر2001 خلق التوافق الايجابي لمختلف مكونات المجتمع المغربي .وقد تجسدت هذه الانطلاقة الجديدة من خلال العزيمة المشتركة والإرادة الحسنة للاحتفال بهذا الحدث الذي يؤرخ ويسجل لنهضتنا الثقافية والحضارية.
لقد أعطى ذلك الخطاب الملكي التاريخي لأجدير إشارة قوية للبدء الفعلي في التغيير الحقيقي للسياسة الثقافية ببلادنا ،حيث تم بعدها إحداث المعهد الملكي للثقافة الامازيغية والذي يعد أول مؤسسة رسمية للدولة في تاريخ المغرب الحديث ،تسهر على إدماج الامازيغية في الفضاء الاجتماعي الشامل ،ومن نتائجه الملموسة الأولى أن فتحت المدرسة أبوابها أمام اللغة الامازيغية ولو لم تتم بالطريقة التي كان يريدها الجميع.
انه تطور تاريخي أصبح معه شعار الديمقراطية والحداثة واقعا يتخطى حدود الخطاب إلى تلمس أفضل السبل نحو الممارسة الناضجة . وقد تأكد هذا الاتجاه بالبحث عن إصلاح نظام التربية والتكوين ،سبيل الأمة الصحيح على اكتساب التكنولوجيا والعلوم الحديثة ،كما تعزز بتحرير الأسرة من قيود لم تعد تلائم التحولات الجوهرية التي مست المجتمع.
لذا بات من الواجب واللازم علينا اليوم جميعا أن نعمل كل في دائرة اختصاصه من اجل تعزيز المكانة الهامة التي أولاها الملك محمد السادس للغة الامازيغية باعتبارها موروثا مشتركا بين سائر المغاربة ،يلزمنا مسؤولية وطنية جسيمة تفرض على كل منا أن يحافظ على هذا التراث ويستثمر المكتسبات ،حتى يكون قادرا على لعب دوره في مسار التنمية الشاملة ومن اجل إنجاح هذه الفترة الدقيقة التي تمر منها ثقافتنا نحو ممارسة ديمقراطية حقة سواء على المستوى السياسي آو في المجال الثقافي.
وان أملنا لكبير في أن تثمر كل هذه الجهود من اجل خلق الدينامية المطلوبة وتمكن من الحفاظ على هوية الأمازيغ وثقافتهم .
بازغ لحسن
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.