لاتكاﺩ ﺗشرق ﺷﻤﺲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﺎﺟﻰﺀ ﺑﺤﺪﺙ يحيل لوﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺭﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺃﺣﻤﺮ ﺩﻣﻮﻯ … ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻻﺣﻼﻡ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ للمسلمين ﺗﻨﻘﻠﺐ ﺍﻟﻰ ﻛﻮﺍﺑﻴﺲ ﻣﺮﻋﺒﺔ تقض ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ ﻭﺗﺆﺭﻕ ﺟﻔﻮﻧﻬﻢ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ.
إن ما وقع اليوم أثناء أداء مناسك الحج العظيمة من تدافع واقتتال وتحويل تلك البقعة الطاهرة إلى مكان لسفك الدماء البشرية وسقوط الأرواح الآدمية مكان خرفان العيد ،يكرس بالملموس أن العرب عامة والمسلمين خاصة مازالوا أوفياء لصفة الهمجية والتخلف والفوضى التي لزمتهم منذ قدم التاريخ الإسلامي وأصبحوا يؤدون حتى عبادتهم وواجباتهم الدينية بهمجية بربرية ولم يحترموا فيها اي ﻗﻴﻤﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺃﻭ لﻷﻣﺎﻛﻦ الدينية وأماكن العبادة وغيرها من المقدسات.
إن الأحداث الأخيرة التي توالت على المشهد العربي الإسلامي كشفت الكثير من الوجوه المتخفية تحت أقنعة الدين مرة أخرى وأزيلت جميعها وإنكشف المستور وظهرت كل سوئات العرب؛ إن هذه الأحداث المتسارعة والأفعال الهمجية في بلاد المسلمين وفي المنطقة العربية ككل والتي تنقل بالصوت والصورة مباشرة من ساحات الصراع يجعلنا نتساءل هل المسلمين فعلا مازالوا منهارين أخلاقيا وفكريا؟ وماذا نسمي هذا اللهاث لدى المسلمين وراء العنف والهمجية والفوضى؟
إن أحداث اليوم كشفت لنا الكثير من الزيف الذي يتبجح به الكثير ممن يسمون أنفسهم رجال دين وشيوخ دعاة للتسامح والعدالة والتآخي والتعاون بين الناس بمختلف أشكالهم وأعراقهم؛ ولكنهم سقطوا جميعا في مستنقع القاعدية الداعية الهمجية المصطنعة من قبل جهات معلومة ومعروفة بعدائها للإسلام والمسلمين؛ ما وقع اليوم في منى ما هو إلا صورة من صور التاريخ المظلم والمزيف للإسلام المحمدي الحقيقي؛ فالإسلام أخلاق قبل أن يكون عبادات؛ ففي زماننا هذا إفتقدنا الإسلام الحقيقي فقد رحل برحيل النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
هيهات ثم هيهات على الإسلام آنذاك كيف كان وكيف أصبح الآن فمسلمي اليوم لم يتركوا فاحشة أو منكرا إلا وفعلوه في كل المناطق العربية التي دخلوها فهم تفوقوا على كل بربرة التاريخ المنصرم بمغوله وهنوده وعثمانييه فلو عددنا جرائمهم وفحشهم فستطول القائمة ولن ننتهي أبدا ولكن نختصرها بما نشاهده ونسمعه اليوم في قنوات الإعلام الفضائية.
فالطامة الكبرى هي أن الهمجية والتخلف والبربرية تقع أمام أعين المشايخ ويشاهدنها ويسمعونها كل يوم لكنهم دائما يحاولون طمس الحقائق أو يحرفونها كما هي عادتهم أو كما فعل أسلافهم في تزوير وتحريف الكثير من تاريخ الأمة الإسلامية والعربية؛ فهم يتحدثون عن الشرف وهم أول من ينتهكه ويتحدثون عن الأمانة وهم أول من يخون. .. إذن أين هي الأخلاق وأين القيم الإسلامية العربية التي يتباهى بها من يدعون الإسلام والعروبة؟ وأين أنتم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي تتبنوها وتطبلون بها وصدعتم رؤوسنا بها؟ كل هؤلاء القتلى والجرحى اليوم وكل هؤلاء الحجاج الذين ماتوا أتعتبرنهم شهداء؟ أي انحراف عن جادة الصواب والعقل هذا؟ وأنتم مصممون على أن ما حدث من تدافع واقتتال على الصفوف الأمامية من أجل أداء فريضة الحج إنما هو حب التقرب إلى الله تعالى والتضرع للذات الإلهية.
إن الذي حدث يا سادة يا كرام هو سقوط أخلاق وقيم المسلم وليس غير ذالك؛ وهو سقوط وانحطاط المسلمين وكأننا نعيش في عصر موت الضمير الإنساني وحتى الفكري…وإلا فنحن في أي زمن حقير نعيش عندما نسمع ونشاهد عبر الفضائيات وبشكل مباشر من يدعون الإسلام بل ويكتب تحت أسمائهم عناوين كالمفكر العربي أو الباحث والداعية الإسلامية وكل هؤلاء يمجدون ويشيدون بكل ما وقع اليوم ويعتبرونه استشهاد في سبيل الله.
في أي عصر وفي أي دين وفكر كانت الهمجية والتدافع أثناء أداء واجب ديني معين ؟وفي أي عصر ودين وفكر كان الاقتتال إنجازا؟ كل ذالك أصبح الآن مسموح به عند الكثير من العربان المسلمين وكل ذلك يسمونه إنجازا واستشهادا إدن كيف هي البربرية والهمجية وما نوعها أيها الأعراب. .علمونا إن كنتم تفقهون؟ إن كنتم توافقون وتؤيدون مثل كل هذه الردائل الأخلاقية التي تحدث في أطهر مكان في المعمور وغيرها فماذا بقي لديكم من أخلاق وقيم تتبجحون بهما؟ وإن كانت كل تلك البشاعات التي تشمئز منها حتى النفس الحيوانية فما بالكم أنتم تتفاخرون بها وتعتبرونها إنجازات عقائدية ودينية؛ مرة تسمونها نصرة الله ومرة أخرى استشهاد آ هكذا هو الإسلام الحقيقي؟ ما هذا التخلف والهمجية؟ ألا يوجد عاقل واحد بينكم يا وحوش؟
لكننا لا نتكلم عن عقلاء هنا بل عن قوم فقدوا ما لديهم من عقل مباشرة بعد انقراض النياندثول وظهور الإنسان،فاستبدل مثقفي الهمج البايب والكونياك بالسبحة والمسواك وبدل التصفيق قاموا يهللون ويكبرون هستيريا وكأنهم في حفل صاخب لهاربين من مستشفى الطب النفسي في جهنم.
بقلم: أحمد الهلالي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.