1)حول فكرة الكتاب:
شرطان،موضوعي وذاتي، أساسا لمشروع الإنتقال من الفكرة إلى الإنجاز.
على مستوى الموضوعي يتفق العديد من الملاحظين على كون السينما المغربية تمر بمرحلة دقيقة لطبيعتها الانتقالية فكل المؤشرات تدل على نهاية مرحلة بأكملها كانت سمتها الرئيسية تتجلى في مركزية القاعة السينمائية ضمن منظومة متكاملة
اليوم هذا النموذج يعد ضرب من الماضي. ونضيف إلى ذلك انعكاس الثورة الرقمية ونتائجها على مختلف بنيات الإنتاج السينمائي ثم يمكن أن نضيف التحول البيولوجي بوصول أجيال جديدة للقطاع ثم العلاقة الملتبسة بين السينما و المجتمع و التي لا تخلو من توتر ومفارقات (استهلاك متوحش للصور ومنعها ومحاربتها عندما تنتقل إلى الفضاء العمومي).
في خضم هذا المشهد لا بد من مقاربة تاريخا نية وازعم بأن الصور المتحركة ولا أقول الأفلام المنتجة حاليا لا يمكن أن ترقى لسينما وطنية بدون الارتكاز إلى خلفية تاريخية فكرية وبدون مرجعية فنية وجمالية وتعبيراتها الرمزية عبر أسماء وأفلام وازنة. لهذا لا بد للجيل الجديد أن يستوعب لكي يتجاوز(التاريخانية) على درب تاسيس لسينما مغربية تساهم في النسيج العام لما يمكن ان نسميه الرواية الوطنية.
فلا يمكن مثلا مقاربة قضايا مثل” الجسد و الرغبة” “الفرد” “حرية التعبير” “المدينة” في السينما دون العودة لتجربة عبد القادر لقطع كنموذج لسينما ملتزمة بهذه القضايا إضافة إلى أسماء أخرى مرجعية.
:على المستوى الذاتي تراكم لدي رصيد هام من الحوارات والمساهمات المرتبطة بأفلام عبد القادر لقطع وأنا اعتبر كواجب مواطن أن أضع هذا العمل المشترك رهن إشارة المهتمين بالسينما وبالشأن الثقافي العام لان السينما لا تتقدم فقط بخطابها الخاص ولكن أيضاً بالخطابات المنتجة حولها والمرافقة لها.
يقع الكتاب في 255 صفحة من الحجم الكبير وفي حلة أنيقة وبغلاف بالألوان مع العديد من الصور المتعلقة بالمخرج وبأفلامه. (وأود أن انوه في هذا الصدد بالمجهود الخاص الذي بدله مدير النشر الرفيق العزيزبويسف الركاب صاحب دار النشر كلمات) والكتاب من إصدار يناير ،2017 وثمنه للعموم 75 درهم.
أما محتوى الكتاب فيشمل :
– تأطير عام لسينما عبد القادر لقطع وقراءة في أفلامه
– حوار مطول ينفتح على السيرة الذاتية بارتباط مع السياق العام للبلد
– حوارات خاصة مرتبطة ببعض الأفلام وأنا فخور بأنني استطعت أن أحصل على حوار يعود إلى ماي 1992 حول فيلم الضجة آنذاك حب في الدار البيضاء
– يوميات التصوير: عبد القادر لقطع من المخرجين القلائل الذين يوثقون ويسجلون الوقائع على شكل مذكرات لتصوير أفلامه وأظن أن ما تقدمه هذه المذكرات في هذا الصدد منجم غني بالمعلومات حول ظروف انجاز الأفلام في ألمغرب وهنا أيضا أنا فخور جدا بهذه المادة التاريخية فهي بمثابة وثيقة
– ثم الإضافة التي يقدمها الكتاب والتي تعتبر انجازا سابقا في مجال النشر ببلادنا وهو نشر فيلم وجها لوجه مرفوقا بنسخة قرص” دفد” من الفيلم. لقد تطلب مني ذلك مجهودا استثنائيا وتضحيات مادية ولكن النتيجة في المستوى لكي أقدم سيناريو من أحسن ما كتب من توقيع الأستاذ نور الدين الصايل وعبد القادر لقطع وأتقدم بجزيل الشكر لصديقي ورفيقي لطيف الحلو والذي سمح لنا باستنساخ الفلم .
– يضم الكتاب فلموغرافيا رسمية لعبد القدر لقطع.
و أود في الختام أن اشكر أصدقائي النقاد احمد فرتات ويوسف ايت همو والمنتج العربي بلعكاف والروائي الشاعر توفيقي بلعيد على دعمهم المبدئي الأصيل لإنتاج هذا الكتاب.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.