حفتر المولع بحكم ليبيا هل مازال يحلم بحكمها
شهدت الحرب الأهلية الليبية في الأسابيع القليلة الماضية تطورات متسارعة لا شك أنها غيرت بوصلة اللعبة السياسية ووجهتها نحو مسار فرض معطياته على كل اللاعبين في هذه الحرب.ومهما كانت إتجاهات هذه البوصلة فلن يكون الكاسب هو الشعب الليبي والذي هو الوقود لهذه الحرب حيث دفع ويدفع الليبيين دم بناتهم وأبنائهم لزيادة سعير نار الحرب.ويبقى قائد ميليشيات (جيش حفتر العربي) طامعآ بإصرار في الوصول إلى حكم ليبيا ولو كان بالحديد والنار وعلى أكوام الجماجم..هذا العسكري “حفتر” وبعد قيامه بإنقلابه في مايو 2014 وإعلانه تجميد الدستور المؤقت وعدم إعترافه بالحكومة آن ذاك كشر وبكل وقاحة على أنيابه الدامية والمتعطشة للسلطة والحكم هو وأبنائه وإصراره على إدخال عشيرته بقايا ” أبناء الفرجان في جدابيا” في لعبة حكم ليبيا.
ودمر “بنغازي” في حرب إستمرت أربع سنوات ودمر بعدها “درنة” بحجة محاربة ما سماه التطرّف الإسلامي والميليشيات ؟وأي تطرف هذا الذي يتحدث عنه . ؟ وفي أپريل الماضي وبدلا من التوجه نحو لقاء جامع لكل الليبين في مدينة غدامس لإيجاد حل المشكلة الليبية أعلن “حربه التحريرية” ل “طرابلس” من الميليشيات والإسلام السياسي والإرهاب متناسيآ أن ما يسميه جيشه “العربي” ليس إلا مجموعات من الميليشيات والمتعطشة لدم الليبين الأبرياء ومتناسيآ آيضآ دعم الإسلام السياسي متمثلا في الوهابين والسلفيين والصوفيين له (من المملكة الوهابية السعودية وشيخ الإمارات) ومساعدة العسكري الطماع المصري “السيسي” والذي يحاول أن يغطي عن مشاكله مع “أثيوبيا” فيما يخص تحويل مياه نهر النيل إلى توجيه شعبه إلى المشكل الليبي ،ومستجلبآ مرتزقة “الڤاغنار” من روسيا ومجموعات من “جنجاويد” السودان وبعض من المعارضة التشادية وتأييد فرنسا وإعطائها إياه بالصواريخ.
وبعد ما يزيد عن أكثر من تسعة أشهر(لهجومه على طرابلس في أپريل الماضي وفشله في تحقيق ذلك) وبعد توقيع تركيا مذكرة إتفاق مع حكومة الوفاق وبعد إعتراف رئيس روسيا أنهه هناك مرتزقة روس مع ميليشيات حفتر يشاركون في قتل الليبين في “طرابلس” وبعد إتفاق تركيا وروسيا وإًعلانهما الإتفاق لإيقاف إطلاق النار وعقد إجتماع في موسكو لتوقيع هذا الإتفاق بين اليبيين وإرسال مسودة هذا الإتفاق للإطراف المتحاربة،قبل “حفتر” وقف إطلاق النار بعد قبول هذا من حكومة الوفاق بل حتى حضر إلى موسكو وبعد أن إطلع على مسودة الإتفاق والمفروض أنه حضر للتوقيع…لكنه لم يوقع وولى راجعآ وأكيد بناء على توجيهات ممن يحركونه في مصر والسعودية والإمارات ولأنه عرف انه لن تسلم له طرابلس ولن يحكم ليبيا ويحقق حلمه بحكم أسرة “حفتر” إسوة بأسرة الطاغية “القذافي”،فيا ترى ماذا سيقوم به هذا “الغازي العروبي” الآن وهل سيستمر في قتل الليبين وتنفيذ غاراته على الأبرياء في طرابلس والمدن المجاورة لها والإستمرار في هذه الحرب التي كما ذكرت سابقآ لن يكون الخاسر فيها إلا الليبين ؟؟؟ ويكون هو “المنتصر” تسبح وتهلل له جماجم الجماهير لإرضاء غروره وذاتيته المتخلفة!
محمد شنيب // طرابلس 14.01.19
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.