د. حسن طوالبه//
لم تعتريني الدهشة عندما سمعت تصريحات حسن نصرالله بالامس التي يعلن فيها عمالته لنظام ملالي ايران , لاني سمعته من قبل وهو يعلن ولائه الى الولي الفقيه خامينئي . ولكن تصريحه بالامس كان فيه من الصلافة والغرور الشيء الكثير , فقال الأمين العام لميليشيات – حزب لله اللبناني المصنّف إرهابياً ، إن “كل الأمور المالية لحزب الله تأت من إيران، وليس عن طريق المصارف. وأضاف، “كما وصلت إلينا الصواريخ التي نهدد بها اسرائيل، يصل إلينا المال”.
جاء ذلك في معرض رده على الإجراءات التي اتخذتها بنوك لبنانية بحق حسابات تعود لعناصر تابعة له. وأضاف في كلمة بمناسبة مرور أربعين يوماً على مقتل قائده العسكري بدمشق، مصطفى بدرالدين، “إن بعض المصارف في لبنان ذهبت بعيداً”.
وكرّر نصرالله تهديداته للسوريين بتأكيد تدخله في حلب وقال إن القتال فيها هو “دفاع عن سوريا ولبنان والعراق والأردن”. على حد زعمه مؤكداً تواجد قوات حزبه المصنف إرهابياً “بأعداد كبيرة في تلك المناطق .
الكل يعرف ان حزب الله لا يتورع عن اي عمل يعود عليه بالفائدة المالية فعناصره تتعاطى تجارة الحشيش والمخدرات عموما , كما له تجار يتعاونون مع الصهاينة في تجارة الماس في افريقيا , كما انه يتعامل في غسيل الاموال التي مهر بها ملالي ايران .
بالامس الجمعه درست مجموعة دولية تراقب عمليات غسيل الاموال في العالم , فوجدت اعطاء نظام ملالي ايران فرصة سنة واحدة بتخفيف الاجراءات المفروضة عليها مع ابقائها على قائمة الارهاب , وعدتها من البلدان عالية المخاطر . ودعت المجموعة التي تتخذ من باريس مقرا لها جميع اعضائها البالغ عددهم 27 عضوا مواصلة الايعاز لمؤسساتها المالية بتعزيز فحص العلاقات التجارية والمعاملات مع الشركات والاشخاص في ايران .
ان عمليات غسيل الاموال برع بها الملالي منذ زمن . وها هو المساعد الاول لروحاني ” جهاد نغيري ” يقول ناقدا اوضاع بلاده ” الفساد المنظم بات ينخر عظم النظام في ايران ” وكشف عن تهريب 22 مليار دولار من الخزينة الايرانية الى الخارج وبيعها في تلك الاسواق . واوضح ان الحكومة رصدت مصير سبعة مليارات منها من دون العثور على شواهد حول مصير الاموال الاخرى .
ولا يخفى على المراقب ان الملالي قد سرقوا ثروات العراق وخاصة النفط مباشرة او من طريق عملاء يعملون مقابل عمولة , كما تم سرقة مصارف العراق بالقوة المسلحة لصالح المليشيات الارهابية التي تقاتل في سوريه , كما استخدمت المطارات العراقية لتهريب السلاح الى سوريه وخاصة عندما تسلم هادي العامري مسؤول منظمة بدر وزارة النقل والمواصلات العراقية .
نظام الملالي سخر الاموال المسروقة وغسيل الاموال والتجارة السوداء لتمويل الارهاب في العالم , وهاهي المحاكم الامريكية وخاصة محكمة نيويورك تستمع الى شهود يؤكدون تعاون ايران والقاعدة في تهريب العملاء الى بلدان اوروبا , وقد تم السكوت عن هذا التعاون تقديرا لموقف الملالي المساعد في احتلال الولايات المتحدة لكل من افغانستان والعراق .
كل هذه الحقائق المعروفة لدى الولايات المتحدة ودول اوروبا الا ان الغرب بعامة يقفون مع المشروع الصهيوني الرامي الى تقسيم البلدان العربية التي تهدد امن الكيان الصهيوني , وبالذات العراق وسوريه ومصر , ولم يجد الغرب افضل من نظام الملالي في ايران لينفذ تلك المهمة بمهنية عالية باستخدام الفتنة الطائفية .
على هذا الاساس يسكت الغرب عن افعال الملالي الارهابية في البلدان العربية لانهم ينفذون ما عجزوا على تنفيذه منذ اتفاقية سايكس –بيكو الاولى 1916 .
الحقائق التي برزت جليا هذه الايام كنا نقولها منذ عقود ولكن الانظمة العربية السادرة في غيها وعشقها للغرب وخاصة امريكا كانت تمعن التعاون مع الغرب وتنفذ مشروعاتها بالكامل . فهل يصحو ضمير هؤلاء ويعرفوا ان الاعتماد على الذات والتعاون مع ابناء جلدتهم هو الطريق السليمه .؟
التعليقات مغلقة.