حاشا أن تكون الجزائر مستهدفة
بقلم يوسف الغريب
“زيارة وزير دفاع الكيان الصهيوني إلى المغرب: الجزائر هي المستهدفة” هو تصريح لرئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل صباح اليوم، كما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.. وتعاملت معه بقية الصحف بعناوين مختلفة أغربها ما جاء في جريدة العسكر ب “اتفاقية العدوان على الجزائر) وأروعها ( الجزائر مقبرة الجيش الصهيوني”.
دون أن نقف عند منصات النقاش التي ردّدت أسطوانة المواقف المبدئية لجزائر الثورة اتجاه القضيتين الفلسطينية والصحراوية..
وهي نفس ماقاله رئيسهم من على منصّة مجلس الأمة وبالتفصيل.. “الجزائر مستهدفة”.
والحقيقة أن الجزائر الجديدة ونظامها الحالي غير مستهدف بالمرّة.. وغير واردة كدولة في أجندة بلدنا الاستراتيجية لأنّه وبكل بساطة شبيه بمريض بوضعية استعجالية داخل سيارة الإسعاف..
وهل من الشرع والأخلاق والتربية أن نطلق الرصاص على سيارة الإسعاف.. ونحن قبل أشهر وضعنا رهن إشارتكم طائرات الإطفاء..
قبل أشهر دعوناكم إلى الحوار… وتبحثون اليوم عن وسيط الثقة لفتح الحوار..
قبل أيام أعلنتم الحرب علينا.. وكان الخطاب الملكي الأخير توجيها تربويا لنا كمغاربة بعدم الانتباه إلى الخرف الذي أصاب النظام هناك..
لذلك أؤكد أن الجزائر غير مستهدفة في ما يبرمه المغرب من اتفاقيات وتشكيل تحالفات وكدليل على صدق قولي هو ما جاء على لسان رئيس مجلس الأمة نفسه وهو يلاحظ غياب أي رد فعل من طرف الشعب المغرب اتجاه زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي.. بل إمتد صراخه إلى الشعوب العربية التي لم تخرج لتندّد بهذه الزيارة… ورفع السقف عالياً.. حين لاحظ الهدوء التام بشوارع فلسطين كلها..
أليس هذا هو الخرف بعينيه.. وهو ينتظر أن تنتفض الجماهير العربية لنصرة الجزائر المستهدفة وبكل أمانة قائلا :
“.. أين هم الاشقاء وأين هو العالم العربي و أين هم الاخوان الفلسطينيين؟”.
غيابهم هو الجواب على فشل نظامكم السياسي.. وعدم مصداقية شعاراتكم القومية مع فلسطين ظالمة أو مظلومة..
غيابهم عنوان كبير بأنكم غير مستهدفين من المغرب ومن تحالفاته الجديدة.. لأن ما فيكم من حمق وخرف يكفيكم أفراداً ومؤسسات.. قيادات أحزاب وأكاديميين.. وهل هناك ما فوق الحمق الجماعي أن يتمّ الترويج لحفل الانطلاق الرسمي لقافلة تجارية لا تتعدّى 28 شاحنة نحو إفريقيا بإشراف السيد الوزير.. وتحت حماية طائرات سورخو ضد اي إعتداء مغربي..
مثل هذا النظام يشفق عليه.. بل وترفع أيادي الدعاء لله من أجل فك أسر الشعب الجزائري وتحريره من هذه الحالات المرضية الجاثمة على رزقهم ومعيشتهم..
أما قواعد الاشتباك بالمغرب الكبير فقد تغيّرت وموازين القوى بدأت تغادر مواقعها.. ولم تعد لقضيتنا الوطنية أولوية دبلوماسية فقد حسمت وانتهت و أن الجزائر ليست الخصم القوي الذي يمكن أن نخشاه
فهو في طريق الإنقراض كنظام ومؤسسات..
بل أعين بلدنا اتجاه الجارة الشمالية وما يحاك ضدنا هناك من مؤامرات وخطط آخرها ماتمّ تسريبه عبو وسائل الإعلام من أخبار حول الإجتماع الذي ترأسه الملك الإسباني،”فليبي السادس”، و شهد مشاركة كل مكونات حكومة مدريد، و تدارس إمكانية استخدام إسبانيا للفيتو الأوروبي من أجل ضم المدينتين (سبتة و مليلية) إلى منطقة الدفاع الخاصة بالإتحاد الأوروبي،.. إضافة إلى الحديث عن تقوية سبل الضغط على الأمم المتحدة في قضية جبل “تروبيك” الغني بالمعادن النفيسة، و إعادته إلى الوضع الذي كان عليه قبل ترسيم الرباط للحدود البحرية لأقاليمنا الجنوبية و ضم الجبل إلى نفوذها.
هذا هو اتجاه البوصلة.. وتلك معركتنا من أجل مستقبل بلادنا وبهذا التموقع المتقدم وسط حلفائنا وخاصة بريطانيا وأمريكا.. في أفق أن يكون المغرب.. “صين أفريقيا”..
هنا تبدأ قوّتنا..
وتنتهي حدود قَوّة إسبانيا.. أما الجزائر.. فما زالت سيارة الإسعاف في طريقها إلى المستشفى…
أو المكان الموالي.
التعليقات مغلقة.