أمام تواصل اكتساح جحافل من الجمال والأغنام والماعز، لعدة مناطق في جهة سوس بشكل مكثف في الآونة الأخيرة، تأتي على ثمار أرڭان واللوز، وهو أهم مورد دخل للفئات الهشة القاطنة بالمنطقة، مهددين بذلك السلم الاجتماعي بالمنطقة، حيث تنشب مناوشات ومواجهات عنيفة بين الرعاة والسكان والنساء منهم بالخصوص اللواتي يضطررن إلى الدفاع عن ممتلكاتهن، ومن خلال هذا الوضع نود في البداية أن نوضح للراي العام الوطني بأن هذه المقاولات التي تمتلك الآلاف من رؤوس المواشي وتتنقل بواسطة أساطيل من الشاحنات لتجوب الجنوب وجهة سوس شرقا وغربا من الساحل إلى أعالي جبل سيروا والشرق المغربي من الصحراء عبر واد درعة وجبل باني في رحلة البحث عن الكلاء والماء مجانا وبدون مقابل هي شركات ذات رؤوس أموال كبيرة وضخمة تحترف تربية المواشي ولا علاقة لها ”ب الرُّحل” وبمفهوم الرُّحل الذي نعرفه كجزء لا يتجزأ من ثقافتنا المغربية نفتخر به ونعتز بعلاقتنا مع اخواننا في الصحراء الذين تجمعنا بهم علاقات الود والاحترام وحسن الجوار وفقا للتقاليد والأعراف المعمول بها في المنطقة..
كما أننا بهذه المناسبة ندين و بشدة مرور جيوش هذه المقاولات المتنقلة ”بوادي أملن” وتاهالا وتمضلوشت وتافراوت المولود وجل دواوير أيت يحيا، التابعة لإقليمي تيزنيت وشتوكة أيت باها، واستباحها للمنطقة ومروج السكان واقتحامها بجحافل من القطعان التي تضم مآت رؤوس الإبل والأغنام والماعز، ليوم كامل وأزيد وذلك عبر الطرق الجهوية رقم 104 من النقطة الكيلومترية إخف إفيلو إلى مركز الجماعة الترابية لأملن ثم الطريق الاقليمية 1925 كاملة من مركز الجماعة في خرق واضح للقانون 113/13 المثير للجدل والمتعلق بتنظيم الرعي والترحال، وهوما يعتبر جرما لا غبار عليه يعاقب عنه القانون ولا مجال للتستر عليه. ونود هنا أن نشير وننوه بالعمل الجبار الذي قامت به كل من عناصر السلطة المحلية والدرك الملكي والجماعة موازاة مع الساكنة للتصدي لهذا الهجوم وتأطيره ولولا ذلك لأتت تلك الجمال على اليابس والأخضر بالمنطقة ولحدث ما لا تحمد عقباه من الساكنة المحلية دفاعا عن ممتلكاتها وأراضيها..
ولكون الوضعية مدعاة لتطبيق القانون المنظم للترحال وإخراج مقتضياته المتعلقة بمسارات الرعي والترحال وتنظيم تنقل الرعاة بشكل صارم بحيث أنهم يتنقلون أمام أعين بعض السطات ولا أحد يحرك ساكنا فإننا نطالب السلطات الاقليمية والجهوية التدخل الحازم والمباشر لتحديد المسؤوليات ولحماية ممتلكات الساكنة، من بطش هذه المقاولات المتنقلة الذي سبب دعرا كبيرا في صفوق الساكنة وأهاليهم المهاجرين في مدن الشمال وفي الخارج في تهديد مباشر للسلم الاجتماعي، كما تتسبب في تعبئة المجالس وإزعاج السلطات المحلية بمختلف مكوناتها ونحن في عز موسم جني المحصول السنوي، الذي ينتظره أهالي المنطقة بشغف ولهفة كبيرة لسد حاجياتهم اليومية، من ثمار اللوز وأرڭان، المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
عن الائتلاف المدني من أجل البيئة بأملن / تافراوت
أملن في 07 شتنبر 2022
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.