تفاهة فسفاهة ثم وسام : مرحبا بك في المملكة المغربية

12047151_1649854645298288_6090139405148780042_n

بقلم الأستاذ : محمد أمدجار

     عملت الدولة على استغلال أجهزتها الايديولوجية  – بلغة ألتوسير – و لاسيما التعليم و الإعلام لإنتاج مواطن ميال إلى الشكليات و المظاهر ، عاشق لكل أنواع التفاهات ، غافل عن العقل و مقتضياته ، بعيد عن التفكير النقدي و النظر و التأمل . ذلك هو المواطن الفاقد لكل أنواع الوعي و الذي انعكس على سلوكاته التي اخترقتها كل أنواع التناقضات . و عند تتبعنا و ملاحظتنا لفئات واسعة من الشعب المغربي يمكن لنا أن نؤكد بأن الدولة نجحت في مخطتها بشكل كبير و في وقت وجيز ، وهو ما من شأنه أن يبين ” نجاعة ” تلك البرامج التلفزيونية الرخيصة التي تبت يوميا على قنواتنا/قنواتهم و لاسيما في أوقات الذروة ، برامج ترحل المشاهد من واقعه الحقيقي الذي لوثته الأيادي القدرة للدولة و خدامها  إلى عالم آخر لا وجود له و لكن أرادوا أن يقدموه على انه هو العالم الحقيقي . و يبين كذلك ” نجاعة ” البرامج التعليمية التي بنيت على مبدأ بضاعتي ردت إلي و التي اعتبرت أن أحسن متعلم هو ذلك الذي له ذاكرة قوية و واسعة قادرة على احتواء كل السموم التي تقدم له و ليس ذلك المتعلم الذي يفكر و ينتقد و يتساءل و يقترح و يبادر .

       إن هذا المشهد القاتم الداعي إلى الكثير من القلق ليس نتيجة لصدفة ما أو حادت غير متوقع بل هو لوحة استنفر مهندسي الدولة كل قدراتهم و إمكاناتهم ليرسموها فكانت النتيجة مرضية للبلاط و تراجيدية بالنسبة لمن يهمه مستقبل هذا البلد و هذا الشعب ، أفلا ترون كيف يكون مسؤولينا فرسانا في الخطاب في حين أن الفشل شكل الهوية العميقة للشعب في الفن و الثقافة و العلم و السياسة و الرياضة ؟ و لكم في الاولمبياد الأخير كل الدروس و العبر  .

      لكي يبرهن التحالف المخزني على أن كل ذلك ليس صدفة و بأن ذلك يقع بشكل ” واع ” و إرادي ها هو رئيس البلاد يعطي أوسمة ملكية لمن أعانوا الدولة على صناعة التفاهة و الترويج لها و الزيادة في عدد زبنائها ، في حفل غاب عنه كل دعاة الفكر و العلم في إشارة من النظام بتغير شعار الدولة من ” إلا ما جبها القلم اجبها القدم ” إلى ” لي عندو شي مؤخرة كبيرة و عامرة او شي راس كبير او خاوي إحطهوم قدام الكاميرا أو ها حنا معاه ” فعاشت العناية المولوية و عاش الشعب بعد أن تم هتك عرضه لما لم أعد أعرف عدده من المرات .


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading