تأملات في حدث 8 مارس

يتم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن مارس من كل سنة، وقد انطلق الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة في :28 فبراير سنة 1909 بمدينة نيويورك ونظمه الحزب الاشتراكي الأمريكي، ويتم ذلك إحياء لذكرى احتجاج العاملات بنيويورك في 8 مارس سنة 1857 قبل أن يستقر الاحتفال بهذا اليوم في 8 مارس من كل سنة .

ويعتبر هذا اليوم يوما لتكريم المرأة وتمتيعها بحقوقها التي كانت مهضومة عبر التاريخ، إذ إلى عهد قريب لازال البشر يشكون في كونها إنسانا، ولذلك لا يمتعونها بحقوقها، إلى أن شرعت في الاحتجاجات عبر العالم لانتزاع هذه الحقوق، وإذا كانت تتمتع بحقوقها في بعض الجهات فانها لا زالت محرومة منها في جهات أخرى، ومنها بعض الجهات التي تطغى فيها بعض العادات والتقاليد والاعراف ومنها بعض الديانات التي لازالت تعتبر المرأة ناقصة ولا تستحق ان تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها اخوها الرجل ولهذا فهي تحرم من كثير من الحقوق ومنه الحق في الإرث، بحيث لا تاخذ الا نصف ما ياخذه الرجل، كما أن شهادتها لا تتم الا اذا شهدت معها امرأة أخرى ، وهذا نوع من الإهانة و كأنها ناقصة القدرات العقلية والبدنية، في حين انها تملك نفس المؤهلات التي يمتلكها الرجل، بل قد تتفوق عليه احيانا، والمرأة في المجتمعات التي تعتبر محافظة والتي تطغى عليها الاعراف و التقاليد المتجاوزة، تكون محرومة من كثير من الحقوق التي تحترم كرامتها وتحافظ على حريتها في أن تعيش كما تحب، بل تجد نفسها مجبرة على الزواج لضمان مستقبلها، لأن الرجل يعتبر هو مستقبلها الوحيد الذي يضمن لها العيش ويوفر لها متطلبات الحياة، وهكذا فإذا فشلت في الحصول على هذا الرجل، الزوج، ضاعت حياتها، لأنها لا تتوفر على موارد مادية تعتمد عليها في ذلك، ويقع هذا كذلك في حالة الطلاق، إذ تصبح المرأة عرضة للضياع خاصة إذا لم تجد من يعيلها، ولهذا فهي تتشبت بالرجل وتعمل جهدها لتحافظ عليه حتى ولو كانت حياتها قاسية معه. وذلك للحفاظ على مورد رزقها، تفاديا لتعامل المجتمع الذي لا يرحمها. ولهذا وجب ان تتمتع المرأة بحقوقها أسوة باخيها الرجل بما في ذلك الحقوق الاقتصادية حتى تعيش حياة كريمة، بعيدا عن استعبادها من طرف الرجل بدعوى الإنفاق عليها، فإذا كانت المرأة. في البلدان النامية، عامة تعاني من عدم تمتعها بحقوقها وبالمساوة مع الرجل، فإن المرأة الامازبغية ، خصوصا في المناطق الجبلية، فإن حقوقها مهضومة اكثر وتستغل استغلالا افضع، وتعيش حياة قاسية من كل الجوانب، سواء من الناحية البشرية حيث تعامل بقساوة من طرف الجميع، أو من حيث الطبيعة القاسية كذلك، والتي تضطر إلى أن تعيش، وتشتغل فيها، حيث تعاني من الأعمال الشاقة، من أشغال البيت المختلفة من طهي وخبز وتنظيف وجلب الحطب من أماكن بعيدة و صعبة، ومن الأشغال الفلاحية وتربية الماشية، و العمل في الحقول، وجمع المحاصيل الي غير ذلك، بالإضافة إلى انجاب الأطفال وتربيتهم والعناية بهم ووو. على اي فمعاناتها متعددة، وعلينا أن نعمل على انقادها من ذلك ، وذلك بتوفير الحياة الكريمة لها، وتمتيعها بكل حقوقها الاجتماعية والاقتصادية، وتحقيق المساواة بينها وبين أخيها الرجل، وبهذا نكون قد انصفناها وكرمناها، وانقدناها من الوضعية المزرية التي تعيش فيها.