انني هنا اعبر عن موقفي الشخصي باعتباري صاحب كتاب الامازيغية و الاسلام من اجل اسقاط ايديولوجية الظهير البربري نهائيا الذي ارسلته الان الى دور النشر قصد الطبع من طبيعة الحال.
اخيرا بعد خمس سنوات من الانتظار و الشحن الايديولوجي الذي بدا منذ سنة 2013 بتحريم السنة الامازيغية من طرف احد قيادات حزب النهضة و الفضيلة المحسوب على تيار الاسلام السياسي المشرقي ببلادنا ثم تصريحات الشيخ احمد الريسوني من قطر اتهم فيها الحركة الامازيغية بمعاداة الاسلام و اثارة الفتنة العرقية و تكفير الناشط الامازيغي احمد عصيد من طرف هؤلاء القوم و بعض خطباء المساجد الذين يدخلون تحت وصاية وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية بسبب موقفه في قضية اسلم تسلم الخ من هذه الحوادث طيلة هذه السنوات الخمس حيث وظفت هذه الاخيرة بغية شحن العوام من المغاربة ضد امازيغيتهم الاصيلة و ضد تاريخهم الحقيقي.
اخيرا بعد خمس سنوات من الانتظار و الشحن الايديولوجي صدر قانون تنظيمي دون روح خطاب 9 مارس 2011 الذي جعل الامازيغية هي صلب هويتنا الوطنية بمختلف روافدها الثقافية و الدينية اي هي سيدة الهوية المغربية بدون اية تاويلات سلفية حقيرة لاننا علينا التفريق بين الاسلام و السلفية الان و ليس في غضون 20 سنة القادمة اردنا ان ان نحرر اسلامنا الامازيغي من اوحال ايديولوجية بني امية اي العروبة الجاهلية و اسلام الجواري و السبايا ….
الى صلب الموضوع
لا يمكن ان نقبل بقانون تنظيمي لا يتوفر على اي تصور لاعادة كتابة تاريخ المغرب كاحد مطالب الحركة الامازيغية منذ بيان الاستاذ محمد شفيق في فاتح مارس 2000 بحكم ان التاريخ الرسمي ينطلق من المشرق العربي دائما و يحقر الذات الامازيغية ما قبل الاسلام و ما بعده من خلال جعلها لا تساوي شيئا امام العرب الذين سرقوا امجاد اجدادنا الامازيغيين الحضارية و الهندسية بغية ان ينسبونها اليهم كالاعراب لا يعرفون الا السلب و النهب و هتك الاعراض تحت شعار عريض الا و هو الجهاد في سبيل الله كما تفعله الوهابية و اخواتها عبر جغرافية العالم .
ان التاريخ الرسمي و المدرس الان في مدارسنا العمومية قد طمس تاريخنا الاجتماعي من البداية الى النهاية حيث ان اغلب المغاربة يجهلون الان كيف تم ما يسمى بالفتح الاسلامي للمغرب او الغزو الاموي كما اسميه و يجهلون الان كيف كانت السياسة في مجموع القبائل الامازيغية و كيف كان الفصل بين الدين و السياسة العمومية حيث لا يمكننا ان نتقدم في تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية الا بمراجعة شاملة لمقرر التاريخ المدرس داخل مدارسنا العمومية و الخاصة بغية تربية اطفالنا على تاريخنا الحقيقي حيث هل ستتعلم ابنتي تيليلا ان الدولة الادرسية هي الدولة الاسلامية الاولى بالمغرب كأن الامازيغيين لم يؤسسوا ايدا الدولة البرغواطية التي دامت اكثر من 400 عام و ترجمت القران الكريم للغة الامازيغية ابتداء من القرن الثاني للهجرة .
لا يمكن ان نقبل بقانون تنظيمي لا يتوفر على اي تصور لادماج الامازيغية كلغة اولا ثم كثقافة اسلامية في حقلنا الديني حيث كما قلت منذ ان كتبت كتابي الجديد ان حقلنا الديني الرسمي منذ سنة 1956 الى يومنا هذا تدبره ايديولوجية الظهير البربري بمعنى ان الامازيغية في عيون نخبتنا الدينية الحالية تعتبر جاهلية قائمة الذات او نعرة عرقية حيث قلت في مقال سابق ان تدبير الحقل الديني ظل بعيد كل البعد عن السياسة الامازيغية الجديدة التي انطلقت منذ سنة 2001 مع كامل الاسف بحكم ان في ذلك الوقت كان لا احد يتصور او يتخيل ان الظهير البربري هو اصلا مجرد اكذوبة سياسية تحولت مع مرور هذه العقود الى الايديولوجية الخطيرة التي مازالت تدبر حقلنا الديني حتى هذا اليوم بمعنى علينا الاعتراف ان الحركة الامازيغية طيلة عقود طويلة من الزمان تتجاهل هذا المعطى الواقعي تحت ذرائع مختلفة حتى السنوات الاخيرة مع ظهور افكار كتابي الجديد الامازيغية و الاسلام من اجل اسقاط ايديولوجية الظهير البربري نهائيا على شبكة الانترنت بكل التواضع و ظهور دعوة من طرف الناشط الامازيغي عمر افضن برفع الاذان باللغة الامازيغية لكن البعض لازال يصر ان يتجاهل هذا المعطى الواقعي سواء من طرف حركتنا الامازيغية او من طرف اغلب التيارات المدعية الدفاع عن الاسلام ببلادنا…
ساعطي مثالان لا ثالثا لهما بغية الاختصار حيث لو سالت احد اعضاء المجلس العلمي الاعلى عن رايه بخصوص القضية الامازيغية ببلادنا فسيرد عليك بدون تردد بالقول ان الامازيغية هي نعرة جاهلية و استعمارية حيث في سنة 1930 اصدر الاستعمار الفرنسي الظهير البربري لتنصير البربر الخ بمعنى ان نخبتنا الدينية الرسمية مازالت تعيش ما قبل خطاب اجدير لسنة 2001 .
لو شاهدت القناة السادسة الدينية الان سوف تسجدها ذات الطابع المشرقي حيث ان الامازيغية في هذه القناة هي مجرد لهجات حاملة لخطاب الديني الرسمي للدولة لا اقل و اكثر كأن الامازيغية ليست ثقافة اسلامية على الاطلاق بمعنى مازال حقلنا الديني مشرقي الهواء و الانتماء
و لهذان السببان و اسباب اخرى ارفض هذه المسرحية التي تروم تاجيل تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية لسنوات عديدة بغية زيادة التعريب و اسلمة الحياة العامة اذا فاز حزب العدالة و التنمية في انتخابات السابع من اكتوبر 2016 التشريعية .
المهدي مالك
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.