بنسعيد …النضال والوسام
–محمد ادامغار–
توشيح الكبير بنسعيد ايت ايدر بوسام الحمالة الكبرى بصفته مقاوما وطنيا وزعيما سياسيا”…خبر مقتضب تصدر أمس المواقع الإخبارية و شبكات التواصل الاجتماعي ليثير من حوله الكثير من الاهتمام المصحوب بكثير من الجدل ويمكن أن نرصد بهذا الخصوص ثلاثة مواقف تحيل على ثلاثة مشاريع تتنازع البلاد.
مشروع يقبل أي شيء وهم من كانوا إلى أمد قريب يعتبرون بنسعيد و مشروعه السياسي عدميا إلا انه و بمجرد توشيحه من الملك صار بطلا ومقاوما ورمزا من رموز الوطنية والصمود.
و مشروع يرفض أي شيء وهم من اعتبروا بنسعيد بعد الوسام خائنا وانه “باع الماتش” وصار مخزنيا بمجرد قبوله الوسام.
ومشروع ثالث يعتبر أن النضال الحقيقي يقوم على وزن الأشياء بميزان العقل وهو ما قد يؤدي بك إلى رفض أشياء كما قد يؤدي بك إلى قبول أشياء أخرى . و النموذج هنا بنسعيد نفسه الذي لطالما رفض أشياء كثيرة في لحظات حرجة كان فيها قول كلمة “لا” يسبب لصاحبها الكثير من الألم والمعاناة. و لكنه اختار هذه المرة وليست الأولى أن يقبل هذه الالتفاتة وفق تقديرات وقناعات شخصية وجب علينا جميعا احترامها حتى وان اختلفنا معه.
سنقف عند الموقف الثاني وهو من اعتبروا أن المناضل بنسعيد قد باع تاريخه النضالي بمجرد قبوله للوسام بل وصلت الوقاحة بالبعض حد تخوينه. ونشير هنا أن هذا التخوين ليس الأول في مسار الرجل فقد تم تخوينه هو ورفاقه في نهاية السبعينات بعد اختيارهم الخروج من السرية ودخول حقل العمل السياسي الشرعي . كما تم تخوينه مرة أخرى بعد قراره ورفاقه حل منظمة العمل الديمقراطي الشعبي والاندماج مع فصائل يسارية أخرى في إطار اليسار الاشتراكي الموحد بداية الألفية الثالثة. كما أن لغة التخوين ذاتها لم يسلم منها هو ورفاقه حين تشبثوا بإصرار ومعاندة بالملكية البرلمانية كسقف للحراك الاجتماعي سنة2011 لتتحدد لغة التخوين مرة أخرى بعد قرار فيدرالية اليسار الديمقراطي خوض غمار الانتخابات الجماعية والجهوية لسنة2015.
إن كثيرا من مبررات التخوين بمناسبة الوسام جانبت الصواب لأنها تنطلق من زاوية أن بنسعيد كان رافضا للنظام بالمغرب ومحاربا له فكيف يقبل بوسام من هذا النظام…
“أصدقائي” المخونين اسمحوا لي أن أنبهكم لبعض الوقائع منها أن بنسعيد لم بكن أبدا ضد المؤسسة الملكية كان يناضل ولازلنا نناضل من أجل إصلاحها ودمقرطتها وما رفعنا ل”شعار الملكبة البرلمانية هنا واﻷن ” إلا دليلا على ذلك.
بنسعيد ديمقراطي إصلاحي يؤمن بالتغيير من داخل المؤسسات ونحن في الاشتراكي الموحد ديمقراطيون اصلاحيون برنامجنا السياسي هو “الملكية البرلمانية هنا والان” ودعمنا 20 فبراير لان الملكية البرلمانية كانت ضمن مطالبها نؤمن بالوضوح السياسي ولا نقبل المغامرة بمستقبل الوطن
وعلى من يعتبر أن النضال الحقيقي هو النضال من اجل الجمهورية أو أي نمط أخر للحكم
أن ينزل للميدان و الشارع فلا تغيير ممكن في الفايسبوك ومن وراء شاشة حاسوب وبأسماء مستعارة .
إن وسام الحمالة الكبرى الذي وشح به بنسعيد وهو منتصب القامة ومرفوع الهامة
ومحتفظا بمبادئه وملتزما بقيمه هو اعتراف جد متأخر بمكانة ودور الرجل طيلة أزيد من نصف قرن وهو المناضل الذي ما بدل تبديلا و أول من رفض تقبيل يد الحسن الثاني…
وهو من زلزل سؤاله بخصوص تزمامارت ردهات برلمان كان مجرد غرفة تسجيل… و هو من قال و الملك الراحل يبحث عن إجماع حول الدستور سنة 1996″ …ليس في الدستور ما يجعلنا نقول نعم”
وهو من وقف مؤيدا بشجاعة شباب 20 فبراير في وقت كانت فيه باقي القيادات والزعامات تتحسس مواقعها خوفا من القادم رابطا بذلك مسار حراك سنة2011 بتاريخ طويل ممتد من المقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية واليسار الجديد السبعيني.أما من ربطوا الوسام برفض التوقيع على عريضة التضامن مع الصحفي المرابط فقد اظهروا أنفسهم “صغارا” في السياسة و بسطحية كبيرة في النظر لما يقع ويحدث…
أنا لا أدافع عن التوشيح فالوسام لن ينقص ولن يزيد من قيمة المناضل بنسعيد أنا أدافع عن خيار سياسي مشروع ضد العدمية التي لا تنتج إلا الرفض. دون أن يعني هذا رفض النقد فمن حق الجميع أن ينتقد بنسعيد والوسام شرط أن يكون النقد موضوعيا وبناءا ومستندا لمعطيات حقيقية وغير مبني على أوهام ومزيدات لا تنتج موقفا واضحا بقدر ما تختبئ وراء عموميات لن تنتج إلا الفراغ… فلا احد معصوم من الخطأ لا بنسعيد ولا الاشتراكي الموحد ولا غيرهم
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.