لو قمنا بقراءة علمية و عميقة للتاريخ السياسي للأمم عبر التاريخ عموما، و خلال القرن العشرين كنموذج، لخرجنا بالاستنتاج التالي : جل الدول التي نجحت في تحقيق الانتقال الديمقراطي بسرعة و فعالية و هدوء هي الدول التي خاضت معركة التغيير بداخلها جبهات تضم قوى متعددة من يسار و يمين وطني و تيار ديني. و حتى التجارب القليلة من الدول التي حققت هدا الانتقال بنضال أحادي لأحد هده الأطراف لم تكن لتنجح في أن تجعله انتقالا ديمقراطيا دائما و مؤسسا لدول الحق و القانون لولا قبول هدا الطرف لمبدأ التعدد و الاختلاف، ووضعه مند البداية لآليات و مؤسسات تدستر و تفعل هدا التعدد و تسمح بتداول السلطة عبر عمليات انتخابية و تدبيرية و قضائية مبنية كليا على الحرية و الشفافية و الحكامة.
لقد انتابني شعور رائع هده الأيام و أنا اعمل تطوعا و شغفا و بكل قناعاتي التي أؤمن بها داخل فريق لائحة البديل – لا منتمي- باكادير، طارق القباج وكيلا ، خاصة و أنا أرى كل هدا التنوع و التعدد في صفوف هدا الفريق، و الدي يجمع عضواته و اعضائه هم وحيد و حلم وحيد ألا و هو تجنيب مدينة اكادير عاصمة سوس كارثة صعود فريق انتهازي و غير كفء يدمر المكتسبات التي تحققت مند اثني عشر سنة والتي كان من الممكن أن تكون اكبر من دلك لولا العوامل التي أشرت إليها في مقالي السابق ” لمادا لن أقاطع الانتخابات الحالية، و لمادا ادعم لائحة البديل – لا منتمي.”
تمنيت مثل هدا الفريق و خصائصه، و التي تشبه خصائص الجبهة التي تحدثت عنها أعلاه، بكل ربوع بلادي يقارع ويصارع متحدا، رغم كل الاختلافات الواهية، ضد الخصم المشترك الواضح الجلي لكل إصلاح حقيقي و المتمثل في تلك الأحزاب التي نلمس فسادها و تواطؤها و ضعف مستواها سواء على مستوى رئاستها أو على مستوى أغلبية مرشحيها في الجهة و الجماعة ( أقول أغلبية حتى لا أعمم واحتراما للشرفاء و الأكفاء من مرشحيها والذي كان أجدر لهم و ربما انجح لو تقدموا لهده الانتخابات كمستقلات و مستقلين).
و كل الأمل أن تعي ساكنة اكادير ما يتربص بها و بعقارها العمومي و فضاءها الطبيعي و روحها و سكينتها، روح يجب ان تدرس و تزرع في المدن و الجهات الأخرى لا العكس بان يستورد لاكادير الفوضى و النهب و التنمية المشوهة التي رزئت بها هده المدن. هده هي الجهوية التي تعتمد عليها الدول المتقدمة في استمرار تقدمها و سلمها الداخلي، أن تتبادل الجهات و تستفيد من أحسن ما لديها في تكامل و تناسق يصب في مصلحة الوطن برمته و يجعله قادرا على مجاراة الأوطان الأخرى في التقدم و الازدهار و رحب العيش لساكنته.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.