باحثون وخبراء يترافعون من أجل العمق التاريخي والأهمية الأركيولوجية لأكادير أوفلا

قال المشاركون في أشغال ندوة حول “أكادير أوفلا؛ التاريخ والاركيولوجيا” أن أشغال هذه الندوة التي همت مجالات متنوعة، من جغرافيا وتاريخ وأركيولوجيا وتراث طبيعي وثقافي وترميم ومحافظة وإعلام وبيئة وتنمية وسياحة، هي مساهمة في إعادة الاعتبار لموقع أكادير أوفلا.

وأوصى هؤلاء بطبع مداخلات الندوة العلمية لأهمية خلاصاتها مؤكدين أن المشروع الجامعي لإعادة الاعتبار لموقع أكادير أوفلا هو أول مشروع علمي يهتم بهذا الموقع الأثري، الذي عاش في السابق سنين طويلة من الإهمال والتهميش، لهذا لا يمكن التخلي عن هذا المشروع أو تجاهله.

كما طالب هؤلاء بصرف الميزانية التي خصصتها الجماعة الحضرية لأكادير لإتمام المشروع الجامعي، بعد تجديد اتفاقية الشراكة بينها وبين جامعة ابن زهر، لأن صرف هذه الميزانية سيمكن طلبة سلك الدكتوراه من استئناف أبحاثهم الميدانية، وإنهاء أطروحاتهم الجامعية حول موقع أكادير أوفلا.

وأكد الباحثين المشاركون في الندوة أنه لا يمكن تجاهل أو استغلال جهد الطلبة من طرف الغير، حيث  قام الطلبة  ببذل جهود جبارة  واشتغلوا في ظروف جد صعبة لإزالة أطنان من الركام والأحجار بسمك يصل في بعض الأماكن إلى أكثر من مترين، قصد الكشف عن البقايا الأثرية الدالة عن العمق التاريخي والأهمية الأركيولوجية لأكادير أوفلا، وأضافوا  أن الأبحاث الميدانية لم تنته بعد بالحي العمومي الواقع داخل قصبة أكادير أوفلا. لهذا لا يمكن القيام بعمليات الترميم بهذا الحي إلا بعد الانتهاء من هذه الأبحاث كما هو معمول به في مجال البحث الأثري  ومتفق عليه دوليا.

وأفادت توصيات الندوة أن عمليات ترميم المواقع الأثرية هي عبارة عن تقنيات جد معقدة تختلف عن ترميم المباني التقليدية. فترميم هذه المواقع يتم وفق القواعد العلمية المتبعة دوليا، كما أنه يتطلب عمل فريق علمي متعدد الاختصاصات يواكب عمليات الترميم، التي تأخذ بعين الاعتبار المحافظة على المخلفات الأثرية الشاهدة على مختلف الحقب التاريخية التي مر منها الموقع الأثري. وسجلت نفس التوصيات أن كل ترميم يؤدي إلى تشويه موقع أكادير أوفلا وسيفقده قيمته التاريخية والحضارية، تتحمل مسؤوليته الجهة المسؤولة عن هذا الترميم المشوه.

ودعت التوصيات المنبثقة عن الندوة رئاسة جامعة ابن زهر إلى تحمل مسؤوليتها في حماية معلمة أكادير أوفلا التاريخية، وتوفير الدعم المالي لإتمام المشروع الجامعي الهادف إلى إعادة تأهيلها، وخلق موقع الكتروني خاص بموقع أكادير أوفلا بغرض اطلاع العموم على المستجدات والأخبار المتعلقة بهذا الموقع، وفريق متكامل بهدف العمل على خلق شراكات وحلقات تعاون وطني ودولي، تُعنى بإعادة الاعتبار وتثمين موقع أكادير أوفلا. وطالبت التوصيات بالتعجيل بإعادة الحيوية والنشاط لأعمال التنقيب بموقع أكادير أوفلا، نظرا للحالة المزرية التي يوجد عليها الفضاء المخصص للأبحاث الأثرية بالقصبة خاصة أمام أنظار السياح الأجانب، مع خلق سلك ماستر جديد يُعنى بالمحافظة وتثمين المواقع الأثرية بجهة سوس.

ومن المعلوم أن كلية الآداب والعلم الانسانية بأكادير احتضنت الدورة الثانية للندوة الوطنية “أكادير أوفلا: التاريخ والاركيولوجيا وإعادة الاعتبار”، يومي 29 و 30 نونبر 2018 ، وعرفت إقبالا كثيفا واهتماما كبيرا، من قبل الأساتذة الباحثين وفعاليات المجتمع المدني وطلبة الجامعة وعموم المهتمين.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading