افتتحت مساء يوم الأربعاء 20 أبريل الجاري، بالفضاء الرياضي والترفيهي “سوس فوت” بأولاد برحيل بأقليم تارودانت فعاليات المقهى الأدبي الفكري”، النسخة الأولى، دورة الأستاذ محمد العُميري”، التي اختير لها شعار: “الوعي سبيلا للتنمية”.
وبدأ الحفل الإفتتاحي الذي أقيم بهذه المناسبة في جو رمضاني، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وترديد النشيد الوطني، ثم ألقى السيد عبدالهادي فاتح؛ ممثل تكتل الجمعيات السبع المنظِّمة لهذا المشروع الثقافي، كلمةً رحب فيها بالحضور، مشيراً إلى أن هذا الحدث الثقافي الأول في المدينة يسعى إلى توسيع قاعدة الاستهلاك الثقافي بالبحث عن جمهور آخر، وتعميم المعرفة، ودمقرطة العلاقات الثقافية، وتقريب نجوم ورموز الإنتاج الثقافي، والفني والإعلامي، من الجمهور، في لحظة تماس مباشر، إلى جانب التعريف بالطاقات الإبداعية المحلية المختلفة من حيث اهتماماتُها وإنتاجاتُها.
كما ذكر أن من أهداف المقهى الأدبي الفكري تقريب المسافة بين الجمهور المتعطش، وخاصة المهتم بالشأن الثقافي، وبين هؤلاء المثقفين والمبدعين، واليوم تتطلع شبكة الجمعيات الحاملة لهذا المشروع الثقافي لعقد أول محطة تنظيمية لترسيخ فعل ثقافي جاد وهادف، بعيدا عن القاعات الكلاسيكية المغلقة، واكتشاف فضاء المقهى بوصفه منبراً جديداً للفكر والثقافة، والفن والإعلام، وما يعتبره المنظمون، حسب المتحدث باسمه، دليلا على إيجابية هذه المبادرة الثقافية التي تحتاج إلى دعم المؤسسات العمومية والخاصة، وأهميتها.
لتنطلق بعد ذلك أشغال المحور الإفتتاحي، تحت عنوان: “الفعل الجمعوي والعمل الخيري”، ابتداءً من الساعة العاشرة إلى منتصف الليل بتسيير من الفاعلة دنيا بوكرشا، وقد تضمن هذا المحور ثلاث مداخلات؛ “الفعل الجمعوي والعمل الخيري”، من تقديم الأستاذ محمد الزكراوي، و”الفعل الجمعوي وآفة التسيس”، مقدَّما من قِبَل الفاعل الجمعوي سعيد المحمدي، و”دور الفعل الجمعوي في التنمية الثقافية” الذي عرض الحديث فيه الأستاذُ سعيد الهدوم.
وبعد تقديم مسيرة اللقاء تعريفاً موجزاً للعمل الجمعوي، وبيانها لأهميته في التنمية، قدمت الكلمة للمتدخل الأول من أجل تناول المحور الأول، فتطرقت مداخلة الأستاذ محمد الزكراوي إلى تعريف الجمعيات، ودورها، والتطورات التي عرفها العمل الجمعوي في المغرب، منذ الاستعمار إلى اليوم، كما أشار إلى أن أغلبية الجمعيات تقوم بالعمل الخيري، دون الحصول على صفة المنفعة العامة، والتي تتطلب مجموعة من الإجراءات تطرق إليها، كما رصد بعض أخطاء الفعل الجمعوي، ومعيقاته الذاتية والموضوعية.
وقامت المسيرة بتقديم خلاصات مداخلته التي أخذت من الزمن اثنتا عشرة دقيقةً، مهيئة الأرضية للمداخلة الثانية، حيث طالبت من الفاعل الجمعوي سعيد المحمدي، الحديث عن آفة التسييس في الفعل الجمعوي، انطلاقا من تجربته في مدينة أولاد برحيل، وهو النهج الذي سار عليه صاحب هذه المداخلة، بعد تقديم تعريف مقتضب للجمعيات، وتطورها التاريخي في المغرب، مذكرا بجزء مما جاء في المداخلة، وركز الحديث على تطور العلاقة بين الفعل الجمعوي والفعل السياسي، في البلاد، حيث انتقل من علاقة متوازنة، إلى علاقة تتسم بسيطرة الفاعل السياسي. وفي هذا السياق، أكد أن الفاعل السياسي لا يستحضر المنفعة العامة، بل يستغل مركزه لدعم الجمعيات التي تخدم مصالحه السياسية، وبذلك تصبح الجمعيات سجينة للفاعل السياسي، وأشار إلى أن هناك علاقة وطيدة بين نتائج الاستحقاقات الانتخابية وعدد الجمعيات التابعة لكل حزب. كما أكد أن الانتماء السياسي يعتبر من عراقيل الفعل الجمعوي، رغم أنه يعتبر ضروريا لنجاحه، حسب المتدخل.
وبعد تقديم خلاصة المسيرة، مرة أخرى، لهذه الورقة، وأداء الشابين يوسف أيت خلا وعماد المناني لفقرة غنائية، في فن الرب التي اطربت المجمَع، تناول المتدخل سعيد الهدوم في الورقة الثالثة من النشاط، دور الفعل الجمعوي في التنمية الثقافية، من خلال تقسيمه للعمل الجمعوي في المغرب، إلى ثلاث مراحل تطور، هي فترة الاستعمار، ثم بعد الاستقلال، ثم الجمعيات بعد دستور 2011، وحدد مزايا كل مرحلة، تم انتقل إلى تعريف الفاعل الجمعوي، وشروط تحقيق التنمية المستدامة، والأنشطة التي ستحقق ذلك، كما عدد بعض معيقات العمل الجمعوي.
وبعد تلخيص المسيرة بوكرشا لأهم ما جاء في مدارستِه، قدم ضيفُ الدورة الأستاذ العميري محمد كلمة شكر للتكتل الجمعوي المنظِّم الذي شرَّفه وكرَّمه بحمل النسخة الأولى من هذا المقهى الأدبي الفكري لاسمه، وتلا على الحاضرين مقامة من مقامات العُميريَّة الطريفة، حول كورونا، نالت إعجابهم، ولاقت تفاعلا كبيرا، واستحسانا واضحاً.
وبعد ذلك، فُتِح باب النقاش، حيث طرح بعض الحاضرين مجموعة من الأسئلة، وقدموا إضافات وتعقيبات، تصب في موضوع المحور الرئيس، تفاعل معها ضيوفه المنشطون.
واختتم النشاط، منتصف الليل، بتقديم شهادة تقدير وامتنان لكل من محمد الزكراوي، وسعيد المحمدي، وسعيد الهدوم، اعترافا بمجهوداتهم في البحث والتقديم، والتفاعل مع الحاضرين، كما أشارت المسيرة إلى المحور الثاني الذي سيُنظم يوم الخميس 21 أبريل 2022 في الزمان والمكان ذاتهما، وشكرت الحضور على تلبية الدعوة، وحسن الاستماع، وجميل الصبر، خاصة من برودة الجو، في تلك الليلة الثقافية والأدبية والفنية الأولى.
عن لجنة الإعلام
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.