اهتمامات افتتاحيات الصحف اليومية المغربية..
الخميس 10 مارس 2022
شكل تنفيذ السياسات العامة وتدبير الوضعية المضطربة بسبب تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، أبرز المواضيع الرئيسية التي تطرقت إليها الصحف الصادرة اليوم الخميس. فقد اهتمت صحيفة (أوجوردوي لوماروك) بملف إدارة السياسات العامة، حيث كتبت أن قرار الفاعلين الاقتصاديين بإنجاز استثمارات يمثل دائما إشارة ممتازة لكل من الرأي العام ومجتمع المال والأعمال نفسه ولكنه أيضا يوجه رسالة قوية إلى جميع شركاء المغرب والمنظمات المتعددة الأطراف والجهات المانحة، فيما يتعلق بدينامياته وصلابته وثقة الفاعلين في المستقبل.
واعتبر كاتب الافتتاحية أن الإعلان عن استثمار هو لحظة تستحق الاحتفاء والإشادة بها، على غرار افتتاح موقع إنتاج سيبدأ، بعد بضعة أشهر، بخلق فرص عمل وكفاءات بشكل فعال ومنح قيمة مضافة للمجتمع. وأضاف أنه فيما يتعلق بالسياسات والبرامج العامة، فإن إحدى القضايا الحاسمة بالنسبة للسنوات القادمة هي في الواقع نجاح للتنفيذ الذي يفترض بدوره المواكبة، بالطبع، ولكن أيضا وقبل كل شيء آليات مراقبة وتقييم صارمة. من جهتها، تطرقت صحيفة (ليكونوميست) لتدبير الظرفية في سياق عالمي مضطرب بسبب الحرب في أوكرانيا، حيث أوضحت أن المغرب يحاول بطريقة ما مواجهة تقلبات المشهد، معتبرة أن هناك نزاعا “من أجل الماء والنفط”.
وأشارت إلى أن المغرب، الذي حرم من جزء من مداخليه من العملات الأجنبية بسبب عدم قدرته على تصدير إنتاجه جراء النزاع المسلح بين روسيا وأوكرانيا، واعتماده على واردات النفط والحبوب، “يحاول أن يلتقط أنفاسه”؛ معتبرة أن الدولة، بسبب التقلبات المناخية والاقتصادية، ستدفع من أجل وارداتها بسعر “أغلى” وتنفق “مليارات” الدراهم من أجل إنقاذ القطاع الفلاحي. وأبرزت أن المغرب لو كان قد راهن على “إدارة أكثر كفاءة للمياه”، لكانت الفاتورة أقل كلفة، مشددا على أن “الرهان الحقيقي” هو البحث والتطوير من أجل ترشيد الموارد وتعزيز قدرة الفلاحة الوطنية أمام الجفاف، من أجل “منع حرب أخرى على الأقل، تلك التي قد تنشب بسبب الماء”.
على صعيد آخر، اهتمت صحيفة (لوبينيون) برهانات القرار الأخير الذي اتخذته واشنطن ولندن بوضع حد لواردات النفط والغاز الروسية، حيث كتبت أن هذا الإجراء قد يشير إلى أن البلدان “غير المنحازة” في هذه المواجهة، على غرار المغرب، يمكن أن تستفيد من الظرفية والتزود بالمحروقات الهيدروكربونات بأقل تكلفة من روسيا. وأوضح كاتب الافتتاحية أن هذا الخيار لا يزال غير مرجح مع ذلك، بالنظر إلى أنه يمكن أن تعتبره واشنطن تخاذلا، ناهيك عن تكاليف الشحن، حيث إن فرص الشحنات ضئيلة في العبور عبر البحر الأسود، وهو أسرع طريق بحري للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، والتي ينبغي نقلها انطلاقا من المحيط الهادئ أو بحر بارنتس.
واعتبر أن إعلان البيت الأبيض تزامن أيضا مع الحوار الاستراتيجي المغربي-الأمريكي الذي ينعقد حاليا في الرباط، وهو تحالف غاية في الأهمية يمكن أن يفيد مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا، والذي تعززت فائدته الاستراتيجية بشكل أكبر لدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. وتابع كاتب الافتتاحية أن هذا الخيار رابح-رابح، سيسمح لبروكسيل بالحصول على موارد غاز كبيرة على المدى المتوسط ، وسيمكن واشنطن من بديل جاد للدول الأوروبية والرباط وشركائها لتأمين الاستثمارات اللازمة للتفعيل السريع لخط أنابيب.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.