اليوم العالمي للنحل.. مناسبة لاستحضار مساهمة هذا المخلوق المجد في سلامة الكوكب
أزول بريس - (الفاو)
تكمن قوة النحل، الذي يعد من بين أكثر المخلوقات المجدة في عملها على سطح هذا الكوكب، في تقديمه خدمة جليلة للنظام البيئي من خلال ضمان التلقيح، وبالتالي تكاثر العديد من النباتات البرية والمزروعة، وهو أمر يكتسي أهمية بالغة لإنتاج الغذاء وسبل عيش الإنسان والتنوع البيولوجي.
وحسب منظمة الأغذية والزراعة، التي أعلنت تاريخ 20 ماي من كل سنة يوما عالميا للنحل، فإن الاحتفاء كل سنة بهذا المخلوق الصغير، يتيح التوعية بالدور المحوري الذي يضطلع به إلى جانب غيره من الحشرات والحيوانات والطيور الملقحة في الحفاظ على سلامة الأشخاص والكوكب.
فمن أجل إذكاء الوعي بأهمية الملقحات ولإبراز مساهمتها في التنمية المستدامة والتهديدات التي تواجهها، أقرت الأمم المتحدة هذا اليوم العالمي، وذلك لتعزيز التدابير الرامية إلى حماية النحل والملقحات الأخرى، مما سيسهم بشكل كبير في حل المشاكل المتعلقة بإمدادات الغذاء العالمية والقضاء على الجوع في البلدان النامية.
ويتمتع النحل بأخلاقيات عمل عظيمة، إذ عادة ما تزور النحلة الواحدة حوالي 7000 زهرة في اليوم، ويستغرق إنتاج كيلوغرام واحد من العسل زيارة أربعة ملايين من الزهور. وكل نحلة هي جزء من فريق يعمل بلا كلل ولا ملل لدعم نمو وإنتاجية خلية النحل، من خلال جمع أكبر قدر ممكن من غبار اللقاح، وفي نفس الوقت تلقيح العديد من الأنواع النباتية.
ويؤثر النحل والملقحات الأخرى على 35 في المائة من إنتاج المحاصيل عبر العالم، مما يؤدي إلى زيادة غلات 87 من أهم المحاصيل الغذائية في جميع أنحاء العالم، من بينها الخضروات، الفواكه والمكسرات وبذور عالية الجودة وأكثر تنوع، بالإضافة إلى العديد من الأدوية المشتقة من النباتات.
وبحسب دراسات أجريت على مزارع صغيرة متنوعة تمت إدارة التلقيح فيها على نحو جيد، فإن متوسط غلة المحاصيل زاد بنسبة كبيرة بلغت 24 في المائة! ويقوم النحل والحشرات الملقحة الأخرى بتحسين إنتاج الأغذية لنحو مليارين من صغار المزارعين حول العالم، مما يساعد على ضمان الأمن الغذائي لسكان العالم. كما يظل جمع عسل مستعمرات النحل البري جزءا مهما من سبل عيش السكان الذين يعتمدون على الغابات في الكثير من البلدان النامية.
ولا يقتصر دور النحل على المساهمة المباشرة في الأمن الغذائي وحسب، بل يعتبر عنصرا أساسيا في الحفاظ على التنوع الحيوي الذي هو ركيزة أخرى من ركائز أهداف التنمية المستدامة.
ومع ذلك، فإن هؤلاء الأبطال الصغار معرضون للتهديد بسبب الممارسات الزراعية المكثفة، والتغيرات في استخدام الأراضي، ومبيدات الحشرات (بما في ذلك مبيدات الحشرات المشتقة من النيونيكوتين)، والأنواع الغازية الغريبة، والأمراض، والآفات، وتغير المناخ.
وسجل تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن ما يقرب من 35 في المائة من الملقحات اللافقارية، لاسيما النحل والفراشات، وحوالي 17 في المائة من الملقحات الفقارية، مثل الخفافيش، تواجه خطر الانقراض عالميا. ويقع على عاتق المزارعين وصانعي السياسات دور كبير في حماية الملقحات.
وسيتم الاحتفال باليوم العالمي للنحل، في خضم الجائحة التي لا تزال مستمرة، من خلال حدث افتراضي تنظمه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تحت شعار “مشاركة النحل- إعادة البناء بشكل أفضل للنحل”.
وسيدعو الحدث إلى التعاون والتضامن العالميين لمواجهة التهديدات التي تشكلها جائحة “كوفيد-19” على الأمن الغذائي وسبل العيش الزراعية، إلى جانب إعطاء الأولوية لتجديد البيئة وحماية الملقحات. وستكون مناسبة لرفع مستوى الوعي حول كيف يمكن للجميع إحداث فرق لدعم واستعادة وتعزيز دور الملقحات.
وبحسب منظمة الفاو، فقد حان الوقت لإعادة التفكير في “سبل تعاملنا مع الطبيعة والملقحات”، والإجراءات التي يمكن اتخاذها لدعم هذه الكائنات الصغيرة الجاهدة وملايين سبل العيش التي تدعمها بدورها.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.