بعد التحية…
أشهد لك مسبقا أنك استطعت وفي ظرف وجيز أن تنشط الساحة السياسية بشعار جديد( أغراس… أغراس) بل وان تحوله الى عنوان بارز لمسيرتك الحزبية الجديدة جعلت من دولة ايثوبيا انطلاقتها الفعلية من خلال رسالة رقمية مباشرة الى شباب سوس المجتمعين بتزنيت الاسبوع الماضي…
للتذكير هوصفة لفعل اخلاقي قبل اية حمولة اخرى…سلوك عرف به التجار السوسيون في تعاملاتهم مع الاخرين …هو تعبير ملموس لمفهوم الثقة والامانة والصدق …وايضا وبالبند العريض تذكرنا كلمة اغراس بهذا الانتماء الجهوي الى منطقة سوس ..مهد أجدادك وابائك مما يعطي الانطباع على ان اختيارك لهذا الشعار يعزز افتخارك بهذا الانتماء الجهوي لغة وسلوكا وثقافة ( على الاقل شفويا) اذ ان الوقائع والاحداث تؤكد وللاسف الشديد غيابك الكلي في الد فاع عنها والترافع من اجل اخراجها من الوضعية التي لا تفرح حتى الاعداء بالرغم من وضعك الاعتباري المتميز والحضوة الرفيعة واشياء اخرى..
الجهة التي تركت باحدى مكاتبها دراسة لماكينزي اثناء رئاستك لمجلسها ذات سنوات عجاف مازالت كل معطياتها بالرغم من تقادمها تتنظر الاجرة والتنفيذ .وخصوصا هذا التدهور المخيف الذي تعرفه الفرشة المائية بالجهة وغياب اي برنامج استعجالي لتدراك الازمة المائية ومقاومة التصحر …نفس الجهة التي تعاني ساكنتها اليوم عزلة قاتلة بفعل التساقطات المطرية الاخيرة بعمالة تارودانت المعروفة وطنيا باحتضانها لاكثر من 85 جماعة قروية تفتقر للحد الادني من متطلبات الحياة ….نعم تارودانت التي كانت ذات تاريخ وحضارة تصدر مادة السكر الى الخارج…المدينة التي استقبلت اول مطبعة بالمغرب…المدينة التى مول اصحاب اغراس اغراس الحقيقيين اكبر مدرسة جماعاتية وباستقلالية تامة معهد محمد الخامس مهد كل القضاة والمحامون والاساتذة والاطر الادارية الكبرى اواخر الستينيات…تترك اليوم ساكنتها لغضب الطبيعة …الايشوش هذا الوضع على شعارك المرحلى …
السيد اخنوش لا تحتاج الى ان اذكركم بأهمية هذه الجهة ذات الكثافة التاريخية والعراقة الحضارية لما لعبت من أدوار طلائعية في مسيرة بناء الدولة المغربية والمحافظة على مقوماتها وهويتها الثقافية والدينية،ولا ان نستحضر دورها المحوري في التنمية الاقتصادية بالمغرب، بفعل المؤهلات الهامة التي تتميز بها في عدة قطاعات إنتاجية كالفلاحة والصيد البحري والسياحة، حيث تساهم بأكثر من 15 بالمائة من الناتج الداخلي للوطن مما جعلها القطب الثاني بعد جهة الدار البيضاء الكبرى ذات زمان …لتحتل اليوم المرتبة الخامسة
لا نتوسل امتيازا … ولا نريد أن نتحول إلى خانة المستقبلين للمساعدات فقط عند حدوث الطوارئ والكوارث، ولا أن نبقى في مؤخرة قطار التنمية، وحيث إننا مؤمنون بالمغرب إلى أبعد حدود و معتزون بما حققته بلادنا من تأهيل لمنطقة الشمال والوسط الى حدود مراكش من طرق وطرق سيارة وقطارات وقناطر وغيرها من الخدمات التي نضاهي بها دول أجنية فان التأمل في التوزيع الجهوي للاستثمارات العمومية، سيلاحظ المرء أن أربع جهات تستحوذ على أكثر من 56 في المائة، تقف عند حدود مراكش وأن جهة سوس ماسة درعة لم تستفد سوى من 6.31 في المائة خلال الفترة الممتدة مابين 2010-2015، فهل نستفيد على قدم المساواة من المجهود الاستثماري للدولة، وهل .هناك عدالة مجالية عند قرائتنا لهذه المعطيات…الاتحرجك هذه الارقام …
بالتاكيد …بل تفرغ شعارك من كل حس انتمائي للجهة ولحمولته الاخلاقية
يوسف غريب
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.