الوحدة الترابية ليست موضوعا سياسويا

ازول بريس-بقلم عادل أداسكو//

موضوع الوحدة الترابية في أي بلد في العالم ليس موضوعا سياسويا أو إيديولوجيا، بل هو موضوع يتعلق بالوطن وبالأرض التي هي أحد مقومات الدولة، ويتشبث الناس بالأرض لأنها إرث ورثوه عن آلاف السنين من أجدادهم، وعليهم مسؤولية الحفاظ عليه بسبب ما تم بذله من أجله من تضحيات جسيمة، و ذلك ما يجعلهم أبناء الوطن الذي ينتمون اليه.

بعض شباب الحركة الأمازيغية يخلطون بين الوطن والنظام السياسي، ولأنهم ضد النظام السياسي فهم يعادون كل ما يطرحه من قضايا ويخوض فيه من مشاكل وهذا خطأ فادح ارتكبه قبلهم اليسار الماركسي منذ السبعينات وأدى به ذلك إلى الفشل في تصادمه مع السلطة، وكان عليه أن يميز بين ما يتعلق بالسلطة وما يخص الشعب، فالوحدة الترابية ملك للشعب ولا حق لأحد أن يفرط فيها بسبب تصفية حسابات سياسية مع النظام أو مع تيارات سياسية أخرى.

هذا الموضوع تنبهت إليه الحركة الأمازيغية منذ البداية فكان موقفها رغم معارضتها لسياسات الدولة، مع الوحدة الترابية للبلاد، وقد اعتمدت الحركة معارفها التاريخية واللغوية لتثبت مغربية الصحراء، ولهذا نجد الانفصاليين شديدي الكراهية للأمازيغية لغة وثقافة وهوية. كما يفسر ذلك إصرارهم على تسمية مشروع دولتهم ب”الجمهورية العربية الصحراوية”، في تجاهل تام لهوية الأرض والإنسان والقبائل الصحراوية.

عندما يجتاز بلدنا مرحلة صعبة في سياسته المتعلقة بوحدته الترابية، أو عندما يقع في مواجهات مع جيرانه بسبب خلاف حول الأرض أو الحدود، فإن الموقع الطبيعي لكل مغربي هو الوقوف بجانب بلده، وهو أبسط تعبير عن الانتماء الوطني الفطري لكل واحد.

لقد تحمل الشعب المغربي مثل غيره من الشعوب الكثير من المعاناة من أجل الحفاظ على ترابه كاملا، ولا أعتقد أنه من الحكمة اليوم أن نتنكر لذلك ونقف بجانب عصابات الانفصاليين.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading