النشطاء الفايسبوكيون يستهجنون ويستخفون بتدخلات نائب رئيس المجلس الجماعي لأكادير،المدافع عن اللوغو الجديد.
عبداللطيف الكامل
كما كان متوقعا من قبل،انساق حزب العدالة والتنمية المسير بالأغلبية الساحقة للجماعة الترابية لمدينة أكَادير، لديمقراطيته العددية، وصوت على الشعارالجديد، في حين انسحب الفريق الإتحادي من الجلسة احتجاجا منه أثناء إجراء عملية التصويت على النقطة المدرجة في جدول الأعمال والمتعلقة بالمصادقة والتصويت على اللغو الجديد المنجز من طرف شركة التنمية المحلية بغلاف مالي باهظ بعد أن كلفت فنانا مغربيا معروفا بذلك.
وكانت الأمور، ستسير بشكل عاد وتطوى صفحتها، لولا تدخلات نائب الرابع للرئيس المستفزة، والتي تم تصويرها بالصوت والصورة وتم نشرها على أوسع نطاق على صفحات المواقع الإجتماعية، وهو يحاول من جهة تبرير قرار أغلبيته بالتصويت لفائدة اللوغو، ومن جهة أخرى يريد الرد على المعارضة الإتحادية بكون اللوغو سبق للمجلس السابق أن وافق على إنجازه بمبلغ خيالي مضاعف لما انجز به حاليا.
وكان هذه التدخلات بمثابة النارالذي زاد الفتيل اشتعالا وأوقدت من جديد لهيب احتجاجات النشطاء الفايسبوكيين، الذين استهجنوا هذا التدخل المستفز الذي اعتبروه لغوا وكذبا ليس إلا، لأن ما أدلى به النائب الرابع من معلومات ووثائق كان مجانبا للصواب ولا أساس من الصحة على الأطلاق.
ومن أقوى الردود التي نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي،رد العضو السابق للمجلس الجماعي والنشيط السياسي والجمعوي والبرلماني السابق جواد فرجي تحت عنوان:”الرد الواضح على التدليس الفاضح لنائب الرايس في حكاية 500 مليون واللوغو القديم”.
واستهل فرجي في تدوينته على الفايسبوك بقوله:”أولا قبل كل شيء يجب وضع بعد الإستفهامات البديهية على المدعي حتى نستبين الخيط الأبيض من الأسود..؟.كيف لك وأنت محامي دارس للقانون ومدافع عن العدالة والحق أن تدلس على الناس وتدعي أن رسما تشكيليا يعنى بالهوية البصرية قد كلف خزينة الجماعة أزيد من 500 مليون سنتيم و تلوح بوثائق و شيكات إمعانا في التزييف و التمثيل..؟”.
وأضاف”لماذا يتم تغيير اللوغو القديم اذن وهو الذي كلف كل هذه الأموال حسبما تزعم..؟.لماذا تعمدت أيها النائب الخلط بين مصاريف انجاز دراسات و افتحاصات دولية تهم التأثيث الحضري وصورة المدينة وكلفة رسم اللوغو القديم..؟ وهل سبق لفنان أو مكتب تواصل أن رسم رسمة “لوغو” لمؤسسة عمومية يأخذ مستحقاته على دفعات وفي عدة سنوات..؟ وهل في الإسلام الكذب والتلفيق والتدليس على عامة الناس من أجل تسويغ قرار خاطئ متحكم فيه عن بعد…؟”
وذكّر جواد فرجي نائب الرئيس بالحقائق التالية أنه”خلال أواخرالولاية الأولى للاتحادي طارق قباج الأولى 2003-2009 و في اطار تنزيل المشاريع المهيكلة للمدينة التي أشرف حينها الملك على اطلاقها،فتح الفاعلون المحليون من مختلف المؤسسات والهيئات المتدخلة نقاشا حول الوضعية الاقتصادية والثقافية والسياحية لمدينة أكادير خاصة ولسوس ماسة عامة”.
وهنا بادر هؤلاء، يضيف فرجي،”في اطارشراكة (CU-Collectivitè) بين جماعة أكَادير آنذاك ومجلس جهة سوس ماسة برئسة عزيز أخنوش والمجلس الإقليمي في فترة رئاسة عبد الرحيم العماني والمجلس الجهوي للسياحة الى إطلاق استشارة دولية عبارة عن افتحاص (Audit à l’échelle internationale) حول”صورة أكَادير”والجهة لدى منعشين اقتصاديين ووكالات عالمية للسياحة و لطيران”.
وكانت “هذه الإستشارات التي تهم التحليل والبحث الابتكاري قد باشرها مكتب دراسات دولي قام بالعديد من الزيارات لمجموعة من الشركاء الدوليين والمؤسسات العالمية المعنية،هذه الدراسة التي أنجزها عشرات الخبراء في مجالات تواصلية وحضرية عديدة.
وبعد تجميع المعطيات الخاصة بها،خلصت الى تقريرمفصل يوجد في أزيد من 60 صفحة يشخص الحالة الاقتصادية وكذا”صورة المدينة أكادير”لدى الشركاء والفاعلين الدوليين ،ومن ضمن أبرزما خلصت إليه هذه الدراسة و من أجل انطلاقة حقيقية للقطاع السياحي و الخدماتي للمدينة فلابد من إعادة النظرفي الهوية البصرية (Identité Visuelle) للمدينة”.
وكذا”التأثيث الحضري (Le Mobilier Urbain) الذي لا يوازي كبريات المدن الجاذبة لملايين السياح في العالم، بالإضافة الى تطويرالبنية التحتية المرتبطة بمجال التنشيط السياحي من فنادق- نقل – فضاءات عمومية- طرق..وهي نفس الدراسة العلمية التي زود بها المجلس الجماعي وشركاؤه،بحيث اقترحت تغييرالهوية البصرية للمدينة بجميع مستوياتها بما يتناسب مع مجال حضري جذاب وتنافسي وآمن”.
وأشار فرجي إلى أنه”من مجمل ما تم المصادقة عليه بعد عدة جولات ماراتونية من السفريات و الافتحاص والتحليل النظمي المقارن وورشات العمل،تم اقتراح تأثيث المدينة على شكل حضري جديد يهم الانارة العمومية كراسي الحدائق والمنتزهات والساحات العمومية واجهات البنايات والانارة العمومية والنقل الحضري،بالإضافة الى رسم شعار اللوغو الجديد”.
أي “أن القيمة المالية الاجمالية لهذا المشروع لم تكن مقتصرة على الشعاركما أراد نائب الرئيس تمويه الناس بذلك،بل هي عدة دفوعات مالية تمت تأديتها عن طريق المجلس الجهوي للسياحة وعلى سنوات،همت العديد من التنقلات والدراسات و الافتحاصات و المقترحات والمشاريع التجريبية التي لا تزال صالحة لغاية اليوم”.
وكانت غايتها،يقول فرجي،”إخراج مدينة عالمية الى الوجود متطورة بصريا و حضريا و بنيويا ووافق اعضاء المجلس في عدة دورات على هذه المشاريع برمتها والتي بلغت كلفتها الحقيقية 4200000 درهم ساهم فيها جميع الشركاء المذكورين أعلاه و ليس الجماعة لوحدها كما يدعي نائب الرئيس”.
وذكّر النائب الرابع بكون “هذا المسلسل التفاعلي مع الدراسة والشركاء الفاعلين الإقتصاديين والمنتخبين تواصل حتى مع الولاية الثانية وأثناء انجاز المخطط الجماعي للتنمية 2010-2016 بنفس الخلفية والأفق من أجل هيكلة المدينة استنادا الى تأثيث حضري و هوية بصرية ممتدة في الزمان طاغية على المجال..”.
وختم فرجي رده بقوله:”لكن للأسف صاحبنا”الرايس الحقيقي”عوض أن يبرر التنازلات الفاضحة عن الاختصاصات لصالح الجهات المعلومة وبدل أن يشفي غليل المواطنين الذين انتخبوه من أجل الدفاع عن مصالحم اختار الكذب والتدليس سبيلا له للارتماء في أحضان العار..عارعليك الانبطاح والخنوع و الائتمار بأوامر الغير…”
التعليقات مغلقة.