ستبقى خالدة تلك الصورة التي وثّقت فرحة مهندسين مغاربة نجحوا وفي ظرف استثنائي تحويل المياه المالحة إلى عذب زلال..
هو فرح طفولي جميل ورائع ومؤثر بل ومعبّر عن لحظة ميلاد مغرب آخر يبنى بسواعد وخبرة أبنائه..
هي لحظة توازن الخبرة والمعرفة مع الغرب..
هو التعريف الوحيد لتفسير هذا الانفجار العاطفي لهؤلاء المهندسين وهم ( يلتهمون) الماء بشغف متجاوزين بذلك قيمة الأجر وشروط العقد مع الشركة وحوافز أخرى.. إلى الاحتفال بالوطن وبرأسماله البشري.. وهل يمكن لخبير أجنبى أن يعبّر بنفس الإحساس..
هو اعتزاز لا يختلف عن شعوره ونحن نتابع وقوف مهندس وخبير مغربي السيد مشهور وهو يقدّم أمام أنظار جلالة الملك خارطة طريق لإنتاج اللقاح قريبا… مستحضرين لقطة تقديم المغربي منصف السلاوي للعالم كمشرف ومسؤول عن إنتاج اللقاح بأمريكا.. وكيف تمّ تقديمه للعالم.
و اختراع المغربي اليازمي لشحن بطارية السيارة الكهربائية في مدة لا تتعدى شرب فنجان قهوة… والأمثلة كثيرة ومتنوعة
فالمهندس المغربي هو علامة فارقة لمغرب اليوم.. ولعل مصانع السيارات وأجزاء جد مهمة في عالم الطائرات أدلة كافية كى تؤكد هذا الإحساس بالدور الفاعل والمفصلي التي تعلبه الجامعة المغربية والمعاهد الوطنية وبشكل عام الهندسة المغربية التي استطاعت خلال العشرين سنة الأخيرة أن تقود هذا الإكتفاء الذاتي في اليد الماهرة والخبرة العالية محقّقة بذلك توازناً نديّاً مع الآخر هناك..
هو الشعور المشترك بيننا اليوم للانتباه بل والاحتفال بمعاهدنا الوطنية الساهرة على تخرج هذه الخبرات المغربية بعموم الوطن..
ويكفي لأغلبية المارين بشارع مراكش بأكادير أن يلتفوا إلى تحفة معمارية بهندسة مازجة بين أصالة المغرب ولمسة انفتاحية على أشكال حضارية أخرى تحت اسم المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير.. الفضاء المتخصص لمهندسي اليوم والمستقبل وفي جميع التخصصات..
بل تسمح لك تفاصيل الزيارة أن تقف عند هذه الوجوه الشابةالمغربية المفعمة بالحيوية وحب الابتكار.. يظهر ذلك جليّا من خلال هيئة الاندية المشرفة على بعض التخصصات وبهذا الحضور النوعي للشابة المغربية المتواجدة في تخصصات كانت ذكورية إلى حدود الأمس.. كقطاع الأشغال العمومية..
تقف عند بعض الوثائق كي تعتزّ أكثر بهذا الحضور النوعي والمتميز عربيا وقاريّا للطالب المهندس المغربي ضمن فعاليات التأهيل الى النهائيات الدولية كل سنة في مسابقة اللوجيستيك منذ 2015. وهي المؤسسة المغربية والافريقية والعربية الوحيدة الي حافظت على هذه الفرادة..
كماأن طلبة المدرسة منخرطون كل سنة في تصميم سيارة كهربائية قصد المشاركة في
المباراة التي تعقد كل سنة في دولة : فرنسا هولندا…..بمعدل خمس سيارات طيلة خمس سنوات..
كل ذلك بفضل المؤهل الأكاديمي والفني الأطر التعليمية بالمدرسة كحالة الأستاذ الباحث رشيد صلغي فاز بميدالية ذهبية في معرض BIXPO المقام بكوريا الجنوبية..
هي المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير تلك المنصة التي ساهمت وتساهم في صنع مغرب اليوم والغد.. بفضل الأطقم الإدارية والتربوية المشرفة على تدبير وتسيبر هذه المعلمة الجامعية تحت أشراف الأستاذ محمد واكريم إلى جانب جنود الخفاء فؤاد، لمياء، اسماء، عبد الكريم، فاطمة الزهراء، عبد الإله، جمال، الحسنية، المصطفى، لطيفة، أمل، مريم، ليلى، زينبة، سميرة، عمر، رشيد، الحبيب، إبراهيم، حنان، بلقاسم، خليل.
الذين اختتموا سنة استثانية من حيث النتائج رغم كل الظروف التى فرضتها الأزمة الوبائية على مناحي الحياة بصفة عامة إذ استطاعت بفضل تظافر مجهودات الجميع
أن تحقّق أكثر من 85% من الحصص حضوريا كما اعتمدت المؤسسة الامتحانات بشكل حضوري شامل أما المراقبة المستمرة فاعتمدت بشكل حضوري وفي بعض الحالات عن بعد عبر منصة Moodle .
واختتمت هذه السنة جميع العمليات البيداغوجية قبل عطلة عيد الأضحى وتم الإعلان على جميع النتائج التي كانت متميزة كالعادة بحيث سجلت المؤسسة هذه السنة نسب النجاح التالية:
سلك الاقسام التحضيرية : 81.20%
السنة الاولى من سلك المهندس جميع التخصصات : 82.70%
السنة الثانية من سلك المهندس جميع التخصصات : 86.63%
الخريجين من سلك المهندس جميع التخصصات : 99.13%
السنة الأولى من سلك الماستر: 77.77%
الخريجين من سلك الماستر جميع التخصصات: 78%
هذه أرقامنا.. وتلك نتائجنا.. هي فخر اعتزازنا في هذا الوطن.
هي أيضا.. قلق وحقد لمن يرفعون صوتهم اليوم لإيقاف المغرب..
لن يستطيعوا…
لأن مغرب اليوم يبنى بسواعد أبنائه. الذين يفرحون عند كل إنجاز..
شكرا لكم أيها السادة الأساتذة.
التعليقات مغلقة.